Insights into Islamic Culture
لمحات في الثقافة الإسلامية
خپرندوی
مؤسسة الرسالة
د ایډیشن شمېره
الخامسة عشرة ١٤٢٥ هـ
د چاپ کال
٢٠٠٤ م
ژانرونه
٥- ومن منهج الإسلام في السمو بالنفس وتطهير الضمير، ردُّ كل شيء من انفعال الإنسان وحركاته، ونواياه وتطلعاته، وأقواله وأفعاله، إلى الله ﷿ فهو الذي يعلم ما في نفوس عباده، وما وراء سلوكهم الظاهري، وما يقولون أو يفعلون..
قال تعالى: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ ١.
فعلى أساس هذه الحقيقة الإيمانية يسمو الإنسان بنفسه إلى الفضائل ومكارم الأخلاق، ويحيا ضميره على اليقظة والخشية، ومراقبة الله ﷿ في السر والعلن، وبذلك يظل المؤمن في نجوة من الانزلاق، والوقوع في المعاصي والآثام، ويقيم من ضميره اليقظ ونفسه اللوامة ومراقبة الله ﷿ وذكره، حارسًا يرغبه في الخير والاستقامة، ويحذره من الشر والانحراف، فإذا أخطأ أو زلَّ -بسبب ضعفه البشري- فإنه سرعان ما يبادر إلى التوبة والاستغفار، والأوبة إلى الله ﷿ بعد أن يقلع عن الذنب، ويندم عليه، ويعزم على عدم العودة إليه.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ ٢.
وقد أسهب علماء السلف في تفصيل منهج الإسلام في محاسبة النفس
١ الاسراء: "٢٥".
٢ [آل عمران: "١٣٥".
1 / 229