126

Insights into Islamic Culture

لمحات في الثقافة الإسلامية

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الخامسة عشرة ١٤٢٥ هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤ م

ژانرونه

فقد كان يتوجه إلى الله أن يجعل الكعبة هي القبلة؛ لأنها قبلة أبيه إبراهيم ... لقد كان توجه الرسول ﷺ إلى بيت المقدس يعجب اليهود ويسرهم ويتخذونه -كما أسلفنا- حجة لانصرافهم عن الإسلام وتعصبهم لباطلهم.. فلما نزل القرآن الكريم يستجيب لما يعتمل في صدر الرسول ﷺ من رغبة في استقبال البيت الحرام، وولى وجههُ قِبَلَ البيت أنكروا ذلك، وانطلقوا يقودون حملة التشكيك، وقالوا للمسلمين: إذا كنتم في استقبال بيت المقدس على خطأ فقد ضاعت عبادتكم السابقة، وإذا كنتم على صواب فسوف تضيع عبادتكم الآتية، وكانت حملة هؤلاء السفهاء تستهدف الطعن بالإسلام، وإنكار نبوة محمد ﷺ والتشكيك في أن ما جاء به ليس وحيًا من الله يتلقاه. عن البراء بن عازب ﵁ قال: أوَّل ما قدم رسول -الله ﷺ نزل على أجداده -أو قال أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قِبْلَتُهُ قِبَلَ البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول -الله ﷺ قِبَلَ الكعبة، فداروا كما هم قِبَلَ البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم؛ إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، فلما ولى وجهه قِبَلَ البيت أنكروا ذلك، فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ . فقال السفهاء، وهم اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ "١.

١ أخرجه الشيخان ومالك والترمذي.

1 / 138