119

Insights into Islamic Culture

لمحات في الثقافة الإسلامية

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الخامسة عشرة ١٤٢٥ هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤ م

ژانرونه

لا يخالفها إلا ضالٌّ، ولا ينحرف عنها إلا متعنت، ولا يجحدها إلا ملحد، ولا يكابر فيما جاءت به من حقائق ساطعة وأدلة ناصعة إلا معاند مستكبر.. وقد لقيت هذه الدعوة من المشركين وأهل الكتاب ضروبًا من المعارضة، وصنوفًا من الكراهية والعداء، وإذا كان المشركون من العرب قد قابلوها بالتحدي والجحود والإنكار، حفاظًا على موروثات الجاهلية وتقليدًا فارغًا للآباء.. فقد قابلها أهل الكتاب الذين عاصروها بالشبهات الملتوية، والادعاءات الباطلة، والتشكيك والدس والافتراء.. ويصدر كلا الفريقين في ذلك عن مخالفة لأمر الله ومناوأة لدعوة الحق والهدى، واغترار بالباطل، واتباع للهوى ونزغات الشيطان. وفي كتاب الله ﷿ مناقشة لما يدعيه أهل الكتاب من اليهود والنصارى تعنتا بلا دليل من أنهم هم المهتدون، وأن ما هم عليه هو الحق، وأن على محمد ﷺ وأصحابه أن يتبعوهم؛ ليكونوا من المهتدين.. فقد قال اليهود لرسول -الله ﷺ: ما الهُدىَ إلا ما نحن عليه فاتبعنا -يا محمد- تَهْتَدِ!، وقال النصارى مثل ذلك، فرد الله ﵎ عليهم دعواهم، وفنَّدَ مزاعمهم، موجهًا رسوله محمدًا ﷺ أن يواجههم جميعا برفض ما يدعون إليه، وإعلان أن المؤمنين يتبعون ملة إبراهيم الذي استقام على التوحيد، وأخلص لله في عقيدته وعبادته، ووفى بعهد ربه فلم يدعُ معه غيره، ولم يشرك به طرفة عين، وتبرأ من كل معبود سواه.. وفي بيان هذه المناقشة وهذا الرد الحاسم يقول ﷿: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ١. ب - ثم يرشد الله ﵎ عباده المؤمنين إلى دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان

١ البقرة: "١٣٥".

1 / 131