انسان، حیوانات او ماشین: د بشري طبیعت د تعریف دوامداره تعریف کول
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
ژانرونه
وينقسم كل موضوع يتم مناقشته إلى قسمين يتناولانه على التوازي نسبة إلى الحيوانات من جهة وإلى الآلات من جهة أخرى. سنناقش أولا قدرات الحيوانات والآلات على التعلم، وعلى امتلاك نوع من الوعي، وعلى الشعور بالألم، وعلى امتلاك ثقافة، وهي كلها طباع اعتقد الناس في بعض فترات التاريخ أنها مقصورة على الإنسان. وسندرس بعد ذلك علاقاتنا بالحيوانات والآلات وروابطنا المشتركة والطرق التي تساعدنا بها على التفكير في أنفسنا، وسنحاول في النهاية الوقوف على ما يميز الإنسان في مواجهة الحيوانات ذات القدرات الكبيرة والآلات فائقة التعقيد.
الجزء الأول
القدرات البشرية للحيوانات والآلات
الفصل الأول
التعقيد
(1) التطور والتعقيد لدى الكائنات الحية
تعد الكائنات الحية هياكل معقدة بصورة خاصة. فإلى جانب الكائنات كبيرة الحجم والمجهريات «الصغيرة جدا»، عادة ما يقال إن الكائن الحي «معقد جدا». كيف يتجلى هذا التعقيد؟ وكيف يجد الإنسان مكانه وسط ذلك؟
حتى لو لم يكن من السهل دائما تعريف التعقيد بدقة، فثمة طريقة بسيطة للغاية لإثبات التعقيد لدى الكائنات الحية وهي ملاحظة أنها تتكون من طبقات متداخلة. فعلى سبيل المثال تتكون أجسام الحيوانات من أعضاء تتكون بدورها من خلايا، وتتكون الخلايا من «عضيات» تتكون هي الأخرى من جزيئات شديدة التعقيد. وبغض النظر عن الأجسام يمكننا أيضا أن نجد طبقات مثل المجموعات من الفصيلة الواحدة (أو المجتمع)، أو السكان أو النوع ... وفي هذه الطبقات المتداخلة يتضح أن الجسم المكون من أعضاء هو أكثر تعقيدا من الأعضاء التي يحتوي عليها كل على حدة، وأن الخلية أكثر تعقيدا من «العضيات» التي تضمها، وهكذا ...
إن هذا التعقيد الذي تتسم به الكائنات الحية هو نتاج ظاهرة شديدة الأهمية نسميها «تطور» أنواع الكائنات الحية، والتي اكتشفها لامارك وداروين في القرن التاسع عشر والتي تشير إلى أن ثمة خلايا قد أدت في فترات سحيقة من عمر كوكبنا إلى وجود النحلة والأخطبوط أو ... الإنسان. كيف حدث ذلك؟ كيف بني هذا «التعقيد ذو الطبقات المتداخلة» الذي أدى اليوم إلى وجود كائنات على الأرض أكثر تعقيدا من تلك التي تولدت منها؟ (1-1) الاصطفاء الدارويني
لا يعتبر تفسير ما يمكن أن نطلق عليه «آليات التطور» معروفا بالضبط، ولكننا قد نلاحظ أنه يفترض وجود عمليات عدة، وأشهرها هي ما أطلق عليها «الاصطفاء الطبيعي» أو «الاصطفاء الدارويني» الذي يقوم على التكاثر الجنسي للأفراد وعلى تغيرات عرضية في السمات الوراثية تسمى «الطفرات». وتتحدد سمات الكائنات الحية إلى حد ما عن طريق ما نسميه «الجينات»، وهي جزيئات موجودة بخلايا هذه الكائنات وتحدد العديد من سماتها مثل لون العينين وملامح الوجه وطريقة عمل أعضائها وأيضا حساسيتها بسبب بعض الأمراض. وتنتقل هذه الجينات من خلال التكاثر الجنسي من الآباء إلى نسلهم الذي يشبههم تبعا لذلك. ولكن قد تقع أحيانا أخطاء في الجينات نطلق عليها اسم «الطفرات»، وقد يكون بعضها مفيدا؛ فيجعل المولود الذي يحمل الطفرة أكثر تكيفا مع بيئته مما كان عليه والداه. وهكذا بسبب طفرة قد يولد ظبي بعنق أكثر طولا من عنق أبيه، مما يسمح له بتناول أوراق الشجر. ووفقا لنظرية الاصطفاء الطبيعي، فإن هذا المولود الأفضل تكيفا سيحظى بسهولة أكبر في البقاء وفي إيجاد شريك جنسي للتكاثر. وستكون «طفرته» إذن هي المعيار وستتطور المجموعة الحيوانية. وفي هذه الحالة الخاصة، ولدت بعض الزرافات من ظباء قديمة. ويعتقد المناصرون المتشددون للداروينية أن هذه الآلية يمكنها بمفردها أن تفسر كل شيء عن التطور حتى التعقيد. (1-2) الكائنات الحية تشبه «الفسيفساء»
ناپیژندل شوی مخ