150

الانصاف للبطلیوسي

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

پوهندوی

د. محمد رضوان الداية

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٣

د خپرونکي ځای

بيروت

وأسجد لَهُ مَلَائكَته وَلم يَأْمُرهُم بِالسُّجُود لغيره فنبهنا ﵇ بِإِضَافَة صورته الى الله تَعَالَى على هَذِه الْمنزلَة الَّتِي تفرد بهَا دون غَيره وَيدل على صِحَة هَذَا التأونل قَوْله ﴿ونفخت فِيهِ من روحي﴾ وَقَوله ﴿وَلَا أعلم مَا فِي نَفسك﴾ ٢٨ أوقوله ﴿لما خلقت بيَدي﴾ فَكَمَا لَا تدل اضافة هَذَا الْأَشْيَاء اليه على أَن لَهُ نفسا وروحا ويدين فَكَذَلِك اضافة الصُّورَة اليه لَا تدل على أَن لَهُ صُورَة وَقد يجوز فِي اضافة الصُّورَة الى الله تَعَالَى وَجه فِيهِ غموض ودقة وَذَلِكَ أَن الْعَرَب تسْتَعْمل الصُّورَة على وَجْهَيْن أَحدهمَا الصُّورَة الَّتِي هِيَ شكل مخطط مَحْدُود بالجهات السِّت كَقَوْلِك صُورَة زيد وَصُورَة عَمْرو وَالثَّانِي يُرِيدُونَ بِهِ صفة الشَّيْء الَّذِي لَا شكل لَهُ يحس وَلَا تخطيط وَلَا جِهَات محدوده كَقَوْلِك مَا صُورَة أَمرك وَكَيف كَانَت صُورَة قصتك يُرِيدُونَ بذلك الصّفة فقد يجوز أَن يكون معنى خلق آدم على صورته أَي على صفته فَيكون مصروفا الى الْمَعْنى الثَّانِي الَّذِي لَا تَحْدِيد فِيهِ

1 / 183