الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
ژانرونه
فانظر أيها العاقل! إلى هذه الروايات وما شابهها في صحاحهم، كيف لم يعملوابموجبها ومقتضاها فى حق على لا (وهم عملوا بموجبها في حق غيره من تقدمه وممن تأخر عنه! وهم)(1) لم يفواببيعة عليلا بل نكثوها وخرجوا عليه وقاتلوه، وساعدوا من بغى عليه ونصروه، وكذلك كل إمام من أئمة أهل البيتل الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، يخرجون عليه ويقاتلونه مع ولاة الجور وأئمة الفسق وهم يعلمون ذلك.
وقد عملوا بموجب هذه الأحاديث ومقتضاها فى حق أئمة الجور والفسق، ووفوالهم ببيعتهم وأعطوهم حقهم، ولم يخرجوا عن طاعة أحد منهم، ولم يقاتلوه ولم يحاربوه، بل حرمواذلك وقبحوه، وأوجبواالدخول في طاعتهم وترك الانكار عليهم وهؤلاء هم سلف الستة الذين رووا هذه الأحاديث وصحوها، وهم الذين خرجوا على عليا ونكثوا بيعته، وقاتلوه وخذلوه ولم ينصروه، بل بطوا عنه الناس (لثلا يقاتلوامعه من خرج عليه من أصحابهم)(2)، وكرهوا على الناس القتال معه، كراهة له وبغضا.
ويدل على ذلك: قول أبي مسعود لعمار: "ما رأيت منك شيئا منذ صحبت رسول الله أعيب عندي من إسراعك إلى هذا الأمر"، فقال عمار: "يا أبا مسعودا وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا - يعني أبا موسى الأشعري - أعيب عندي من إبطائكما عن هذا الأمر"(3)، فهل هذا من أبي مسعود وصاحبه إلا تثبطأ
مخ ۲۷۰