محمدا خاتم الأنبياء، الذي شرفت به مضر وعدنان، ومنحه بجوامع الكلم وحسن الفهم وفصيح البيان، وأقام من بعده أوصياء على الأمة المرحومة بعناية البر الرحيم الرحمن، ليحفظوا سنته ودينه القويم المتين الأركان، ولتأهن الأمة بهم ومعهم التبديل والتغيير والاختلاف بالزيادة والنقصان، فحفظوا ما عرفوه عنهم من العرفان، صلى الله على مستحفظهم وعليهم وعلى آله أكمل الصلاة ما دام الملك الديان.
اما بعد، فإنى لما تأملت سنة سبع وخمسين وسبعمائة كتاب الشيخ العالم المحقق المدقق ابن تيمية، الذي رد فيه على كتاب (منهاج الكرامة) تأليف الشيخ الفاضل العلامة، قدوة المحققين، وعمدة العارفين، ونور السالكين، مفتي الشيعة، وركن الشريعة، ناصر السنة المحمدية، والذاعي إلى العترة المرضية، ومبطل السنن الأموية، بالبراهين الجلية، أبي منصور الحسن بن مطهر(قدس الله روحه). وجدت ابن تيمية قد طؤل في كتابه بما يمل، ويختصر ما ينبغي فيه البسط اختصارا بالمقصد يخل: وجدته قد أكثر على الامامية دعوى أنهم أهل تعصب وحمية، والقول في الدين بمحض الهوى، ولم يصدق في ذلك لفظأ ونية، بل هو الواقع في ذلك حجة آتي بها من قوله جلية، يعلمها الناظر في كتابه إذا كان منصفا ذا عقل وروية، أما المتغطرس المعاند فلا يرى الحق إلا باطلا، عنادا منه وعصبية، و سيأتي بيان ذلك بمشيئة واهب المشيئة.
ورأيته قد ذكر أقوالا وعقائد اختارها وارتضاها، وهي غير مرضية عند
مخ ۳۰