انصاف
الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري، عن أبي العلاء المعري
ژانرونه
وسنذكر المراسلات بينهما، إن شاء الله تعالى، فيما يجيء من فصول هذا الكتاب، والله الموفق للصواب.
فصل
في ذكر اضطلاعه بالعلم والأدب، ومعرفته بلسان العرب
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، فيما أذن لنا فيه، وقد قرأت عليه غير ذلك، فقال: أخبرنا أبو السعادات هبة الله بن العلوي، المعروف بابن الشجري، قال حدثني أبو زكريا التبريزي قال: ما أعرف أن العرب نطقت بكلمة ولم يعرفها المعري. ولقد اتفق قوم ممن يقرأ عليه، ووضعوا حروفا، وألفوها كلمات، وأضافوا إليها من غريب اللغة ووحشيها كلمات أخرى، وسألوه عن الجميع على سبيل الامتحان، فكان كلما وصلوا إلى كلمة مما ألفوه ينزعج لها وينكرها، ويستعيدها مرارا، ثم يقول: دعوا هذه . والألفاظ اللغوية يشرحها ويستشهد عليها، حتى انتهت الكلمات. ثم أطرق ساعة مفكرا، ورفع رأسه وقال: كأني بكم وقد وضعتم هذه الكلمات؛ لتمتحنوا بها معرفتي، وثقتي في روايتي. ووالله لئن لم يكشفوا لي الحال، وتدعوا المحال، وإلا فهذا فراق ما بيني وبينكم. فقالوا له: والله الأمر كما قلت، وما عدوت ما قصدناه. فقال: سبحان الله! والله ما أقول إلا ما قالته العرب، وما أظن أنها نطقت (¬1) ... ...
مخ ۹۴