فأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن أحمد بن سليمان التنوخي، ابن أخي أبي العلاء قاضي معرة النعمان، فإنه روى عن أبيه أبي المجد محمد، وعمه أبي العلاء أحمد، وتولى خدمة عمه بنفسه، وكان برا به، وكان يكتب لعمه أبي العلاء تصانيفه، ويكتب عنه بإذنه السماع والإجازة، لمن يطلب ذلك من عمه. روى عنه ابنه أبو المجد محمد بن عبد الله بن محمد، وولي قضاء معرة النعمان بعد عزل ابن أبي حصين عنه، لأمر أنكر على ابن أبي حصين. وكانت ولايته القضاء في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، على كره من عمه أبي العلاء. وكان مولده بمعرة النعمان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شعر ورسائل حسنة. وتولى القضاء بمعرة النعمان، وخطابتها، والوقوف (¬1) بها. وكان يخدم عمه أبا العلاء، ويعلله في مرضه. فقال فيه أبو العلاء:
وقاض لا ينام الليل عني ... ... وطول نهاره بين الخصوم
يكون أبر بي من فرخ نسر ... ... بوالده وألطف من حميم
سأنشر شكره في يوم حشر ... ... أجل، وعلى الصراط المستقيم
ودفع إلي أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي، إمام الكلاسة بدمشق، جزءا بخط أبيه أبي جعفر إمام الكلاسة، فقرأت فيه بخطه أن الشيخ أبا اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال له: إن أبا العلاء قال في ابن أخيه أبي محمد عبد الله:
أعبد الله، ما أسدى جميلا ... نظير جميل فعلك غير أمي
سقتني درها ودعت وباتت ... تعذني وتقرأ أو تسمي
هممت بأن تجنبني الرزايا ... فرمت وقايتي من كل همي
كأن الله يلهمك اختياري ... فتفعله ولم يخطر بوهمي
مخ ۱۶