انقلاب عثماني

جرجي زيدان d. 1331 AH
127

انقلاب عثماني

الانقلاب العثماني

ژانرونه

قال: «نريد ما تحملونه على هذه البغال.»

فالتفت إلى المرأة وقال: «وما هو رأيك؟ كيف نسلم؟»

فقالت: «لا بأس يا فوزي، أعطهم ما يطلبون فإنهم يرتزقون بهذه الحرفة. قبح الله ذلك الطاغية الملعون! كم أفسد من أخلاق رعاياه!»

فلما سمع سعيد اسم فوزي وذكر الطاغية، اعتقد أن هذه هي القادين ومعها الأميرالاي فوزي بك كما أنبأهم جاسوسهم في رسالته، فأخذ يبحث بنظره عن شيرين فلم يجد معهم من النساء غير القادين. فرأى من الحكمة والمروءة أن يتوسط حينئذ، وفي توسطه جرأة كبيرة لكنه تعود ركوب الأخطار.

وكان الظلام قد تكاثف، وهناك نار موقدة أمام الخيام، ورأى رجلا من العصابة أشعل عودا من الكبريت أنار به مصباحا ومشى نحو جرجيس، فظهرت عند ذلك سحنة الأميرالاي، وكان ملثما وعليه ثياب السفر. فتقدم سعيد ونادى: «جرجيس، أيها البطل!»

فالتفت الجميع نحو الصوت وأجفلوا، إذ لم يكن أحد منهم يتوقع أن يسمع صوتا من وراء الخيام، فأجابه جرجيس: «من أنت؟»

قال: «إني ضيف عليك، وقد قضيت أياما وأنا أطلبك لأؤدي لك أمانة عندي، فهل أقدمها؟»

فاستغرب ذلك الطلب، وأومأ إلى رجاله أن يحيطوا بفوزي والقادين وينزلوهما في إحدى الخيام، وتحول نحو سعيد فرأى رجلا ليس في لباسه ما يدعو إلى التهيب، فصاح به: «ويلك! من أنت؟»

قال: «أنا رسول إليك من أمة برمتها، أعرني سمعك وأجلسني معك لأقص عليك خبري.»

فبغت والتفت إليه باحتقار وقال: «من أنت لتخاطبني بهذه اللهجة؟! إنها جرأة غريبة!»

ناپیژندل شوی مخ