انقلاب عثماني
الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة: أصدق تاريخ لأعظم انقلاب
ژانرونه
فمنع العثمانيين من التجول والسفر، ومنعهم من أخذ تذاكر الجواز
؛ أوجبا تعطيل التجارة، كما أن استيفاء التكاليف الأميرية بطريقة غير عادلة، وفقدان الأمن في البلاد، وتراكم الحاصلات، وكثرة المراباة، وفقدان وسائل الاختلاط؛ كل ذلك كان سببا قويا في خراب الزراعة، فأصبحت البلاد التي كانت مزرعة الدنيا في عهد المدنيات السابقة خرابا، وأراضيها قفرا بلقعا، حتى هاجر منها أهلها الذين ولدوا فيها إلى أمريكا وأوروبا ومستعمرات إفريقيا؛ ليفتشوا لهم عن قليل من الحرية والأمن وأسباب المعيشة، فالمهاجرة والقحط أكملا العمل الذي بدئ بالمذابح، وأنتج الخراب للبلاد وخلوها من السكان؛ فلجميع ما ذكر من الأسباب أصبح الانقلاب السياسي ضروريا لمنع انقراض المملكة العثمانية، ولتوقيف انحطاطها. تلك خلاصة المذكرات والمناقشات التي جرت في المؤتمر.
نهضة جمعية الاتحاد والترقي وانتشارها
حدث الاختلاف في فرع جمعية الاتحاد والترقي العثمانية في أوروبا على الرياسة، فانقسم إلى أحزاب، وفارقه الكثيرون من أعضائه، ولكن صاحب جريدة مشورت بقى ثابتا يتوفر على إصدار جريدته في أوقاتها وغيرها من المنشورات، وكان الدكتور نظمي بك السلانيكي الأصل وغيره من ذوي الغيرة الوطنية من خير الأعوان له، وقبل حدوث الانقلاب بأربع سنين كانت جمعية الاتحاد والترقي العثمانية ضعيفة عاجزة في حكم العدم، ولذلك لم يعبأ بها أرباب السياسة ولم يعتدوا بأن لتركيا الفتاة حزبا موجودا، بل كانوا يرون أن هناك بعض المتشردين ينشرون أوراقا قليلة الجدوى لتخويف المابين ونيل الوظائف والإحسان، وكانوا يعدون أحمد رضا بك معاندا مصرا على طلبه لتخليد اسمه بين الفلاسفة الحقيقيين، مفضلا ذلك على حطام هذه الدنيا الفانية.
تداخلت الدول الأوروبية منذ أربع سنين في المسألة المقدونية؛ أي في ولايات لانيك وقوصوه ومناستر، وطلبوا إصلاحها، فزال منها بعض الظلم وتحسنت إدارتها؛ تحقيقا لرغبة أوروبا وخوفا من مداخلتها، وسمحوا لأهالي تلك الولايات بقليل من الحرية، فنفسوا بها عن صدورهم، ونظروا في شئونهم، وكانت البلغار والروم تشكل الجمعيات السرية السياسية المعروفة باسم «كوميته»
comité ، قسموا الداخل فيها «كوميته جي»، بإضافة أداة النسبة التركية إلى كلمة كوميته الإفرنجة للمحافظة على قوميتهم وحقوقهم وأوضاعهم، وكانوا يبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيلها، ويظهرون من الحماسة والغيرة الوطنية ما لا يقدر ولا يوصف، وكانت الحكومة المحلية تهابهم وتلاطفهم وتستميح رضاهم، فعز ذلك على المسلمين من الترك والأرناؤوط سكان تلك الولايات، واعتبروا بإخوانهم في المماليك البلقانية المستقلة استقلالا كليا أو جزئيا - كرومانيا والصرب والجبل الأسود واليونان والبلغار والبوسنة والهرسك - فاستيقظوا من نومهم، وأفاقوا من غفلتهم، وقالوا: إلى متى نبقى في هذا الظلم والاعتساف والجور والاستبداد والذل والتحقير؟
ولا يقيم على ضيم يراد به
إلا الأذلان غير الحي والوتد
ما لنا لا نفعل كالروم والبلغار والرومان
5
ناپیژندل شوی مخ