85

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

خپرندوی

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فإذا كان المتنزهون عن الغيبة في عهده ﵀ قلة، فما بالك بزماننا: وقد كانوا إذا عُدُّوا قليلًا ... فقد صاروا أعزَّ من القليل وعن أبي الرقاد قال: خرجت مع مولاي وأنا غلام، فدفعت إلى حذيفة فسمعته يقول: " إن كان الرجلُ ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله ﷺ فيصير بها منافقًا، واني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات " (١). وعن الحسن بن صالح، قال: " فتشت عن الورع، فلم أره في شيء أقل منه في اللسان " (٢). وتأمل قول أم المؤمنين عائشة ﵂ في قصة الإفك: (.. وكان رسول الله ﷺ يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: " يا زينب ماذا علمتِ أو رأيت؟ "؟ فقالت: " يا رسول الله! أحْمي سمعي وبصري، ما علمتُ إلا خيرًا ")، قالت عائشة ﵂: " وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ﷺ، فعصمها الله بالورع " (٣). وقال الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: (ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى تَرى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله، لا يُلقي لها بالًا ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورِّع عن الفواحش والظلم،

(١) " الزهد " لابن أبي عاصم رقم (٦٩) ص (٤٣)، " الحلية " (١/ ٢٧٩). (٢) انظر: " شعب الإيمان " للبيهقي (٥/ ٣١٦)، " الحلية " (٧/ ٣٢). (٣) رواه البخاري رقم (٤٧٤٩)، وانظر: " فتح الباري " (٨/ ٤٧٨).

1 / 87