170

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

خپرندوی

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: ١٠٨]، وبهذه البصيرة يتفرسون ويستشفون عواقب الأمور، ولا تستفزهم البداءات.
* وهم حُرَّاس الدين، وحُماته من الابتداع والتحريف:
فعن جماعة من الصحابة ﵃ منهم علي بن أبي طالب، ومعاذ، وابن عمر، وأسامة بن زيد وغيرهم ﵃ أن رسول الله ﷺ قال: " يَحمل هذا العلمَ من كل خَلفٍ عدو لُه، يَنْفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويلَ الجاهلين " (١).
وقد قيل لعبد الله بن المبارك: " هذه الأحاديث المصنوعة؟! "، فقال: " يعيش لها الجهابذة " (٢).
وعن ابن عُلية قال: (أخذ هارون الرشيد زنديقًا، فأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق: " لم تضرب عنقي؟ "، قال له: " أريح العباد منك "، قال: " فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله ﷺ كلها ما فيها حرف نطق به؟! "، فقال له الرشيد: " فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلًا، فيخرجانها حرفًا حرفًا ") (٣).
* وهم أولياء الله الذين قال فيهم رسول الله ﷺ: " أولياء الله: الذين إِذا رؤوا ذُكِر الله " (٤).
ومن أعظم مناقب الربيع بن خُثيم ﵀ قول ابن مسعود ﵁

(١) صححه الإمام أحمد، وابن عبد البر وانظر تخريجه وتحقيقه في " العواصم من القواصم " لابن الوزير (١/ ٣٠٨ - ٣١٣)، و" تحقيق المشكاة " رقم (٢٤٨).
(٢) " اللاليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للسيوطي (٢/ ٤٧٢).
(٣) " تذكرة الحفاظ " (١/ ٢٥٢).
(٤) أخرجه الطبراني في " الكبير " (١٢٣٢٥)، وانظر: " السلسلة الصحيحة " رقم (١٧٣٣).

1 / 174