155

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

خپرندوی

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

وفي رواية للبخاري: " فلما جاوزته بكى. قيل: ما يبكيك؟ قال: أبكي أن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي "، ثم جاوزه علوًا فلم تعقه إرادة، ولم تقف به دون كمال العبودية همة.
ولهذا كان مركوبه في مَسْراه يسبق خطوه الطرفَ، فيضع قدمه عند منتهى طرفه، مشاكلًا لحال راكبه، وبُعْدِ شأوه، الذي سبق العالم أجمع في سيره، فكان قدم البراق لا يختلف عن موضع نظره، كما كان قدمه ﷺ لا يتأخر عن محل معرفته.
فلم يزل ﷺ في خفارة كمال أدبه مع الله سبحانه، وتكميل مراتب عبوديته له، حتى خرق حجب السموات، وجاوز السبع الطباق، وجاوز سدرة المنتهى، ووصل إلى محل من القرب سبق به الأولين والآخرين، فانصبَّت إليه هناك أقسام القُرَب انصبابًا، وأنقشعت عنه سحائب الحجب ظاهرًا وباطنًا حجابًا حجابًا، وأقيم مقامًا غبطه به الأنبياء والمرسلون، فإذا كان في المعاد أقيم مقامًا من القرب ثانيًا، يغبطه به الأولون والآخرون، واستقام هناك على صراط مستقيم من كمال أدبه مع الله، ما زاغ البصر عنه وما طغى، فأقامه في هذا العالم على أقوم صراط من الحق والهدى، وأقسم بكلامه على ذلك في الذكر الحكيم، فقال تعالى: ﴿يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [يس١: ٤]، فإذا كان يوم المعاد أقامه على الصراط يسأله السلامة لأتباعه وأهل سنته، حتى يجوزونه إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم) اهـ (١).
* * *

(١) " مدارج السالكين " (٢/ ٣٧٨ - ٣٨٤).

1 / 159