115

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

خپرندوی

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

كيف التخلص من داء الغيبة؟
لو كانت الأخلاقُ صفاتٍ لازمةً، لا يمكن الإنسانَ تغييرُها ولا تبديلها ولا تهذيبها، لما أمر الشرع بالتخلي عن الأخلاق المرذولة، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، قال تعالى: (﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦]، فلا تكليف إلا بمقدور، ولا تكليف بمستحيل، قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)﴾ [الشمس ٩: ١٠].
وعن أبي هريرة ﵁ قال رسول الله ﷺ: " إِنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يُعطَه، ومن يتوقَّ الشر يوقَّه " (١)، وعن أبي ذر ﵁ قال رسول الله ﷺ: " أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله ﷿ " (٢)، ومن هذا الجهاد جهاد " شهوة " الكلام؛ وذلك ببذل أقصى الوسع وغاية الجهد لصيانة اللسان، وكفه عن أذى الخلق.
وقد مر بك في الفصول السابقة كيف يعالج داء الغيبة بوسائل نعيد إجمالها والزيادة عليها، فمن هذه الأسباب:
الأول: علاج الأسباب التي تفضي إِلى الغيبة:
لأن علاج كل علة بمضادة أسبابها، ومن أسباب الغيبة:
١ - الحسد: الذي يدعو صاحبه إلى التشفي والانتقام بالقدح في الآخرين وانتقاصهم.

(١) أخرجه الخطيب في " تاريخه " (٩/ ١٢٧)، وحسنَّه الألباني في " الصحيحة " رقم (٣٤٢).
(٢) تقدم تخريجه ص (٦٧).

1 / 117