القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: ﴿وَقُولُوا انْظُرْنَا﴾ فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور). ا. هـ (^١)
الدراسة:
استنبط السعدي من هذه الآية استنباطًا سلوكيًا وهو استعمال الألفاظ الحسنة المحضة الخارجة عن الاحتمال، وترك الألفاظ السيئة أو التي تحتمل معنى غير لائق، وذلك قياسًا على النهي في هذه الآية فالعلة الجامعة هنا احتمال الأمر غير اللائق.
قال الشوكاني مؤيدًا هذا الاستنباط: (. . . وفي ذلك دليل على أنه ينبغي تجنب الألفاظ المحتملة للسبّ، والنقص، وإن لم يقصد المتكلم بها ذلك المعنى المفيد للشتم؛ سدًا للذريعة ودفعًا للوسيلة، وقطعًا لمادة المفسدة، والتطرق إليه، ثم أمرهم الله بأن يخاطبوا النبيّ ﷺ بما لا يحتمل النقص، ولا يصلح للتعريض، فقال: ﴿وَقُولُوا انْظُرْنَا﴾ أي: أقبل علينا، وانظر إلينا) (^٢)، كما أشار إلى ذلك أيضًا من المفسرين: الجصاص، والقرطبي، وحقي، والعثيمين (^٣).
تخصيص المشرق والمغرب بالذكر لأنهما محل الآيات العظيمة وملكهما فيه دلالة على ملكية غيرهما من الجهات
قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِن اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥)﴾ (البقرة: ١١٥).
(^١) انظر: تفسير السعدي (٦١).
(^٢) انظر: فتح القدير (١/ ١٥٦).
(^٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ٧٠)، والجامع لأحكام القرآن (٢/ ٥٦)، وروح البيان (١/ ١٩٧)، وتفسير القرآن الكريم للعثيمين سورة البقرة العثيمين (١/ ٣٣٩).