139

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

ژانرونه

منه، ولا بينهما تلازم كقوله تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام: ١] وهذا هو الغالب. ويليه: أن يكون بينهما تلازم كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٤٢] الثالث: عطف بعض الشيء عليه كقوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨]، وفي مثل هذا وجهان: أحدهما أن يكون داخلًا في الأول فيكون مذكورًا مرتين. والثاني: أن عطفه عليه يقتضي أنه ليس داخلًا فيه هنا وإن كان داخلًا فيه منفردًا، كما قيل مثل ذلك في لفظ: الفقراء والمساكين ونحوهما، تتنوع دلالته بالإفراد والاقتران. والرابع: عطف الشيء على الشيء لاختلاف الصفتين كقوله تعالى: ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ [غافر: ٣]، فإذا كان العطف في الكلام يكون على هذه الوجوه نظرنا في كلام الشارع كيف ورد فيه الإيمان فوجدناه إذا أُطلق يراد به ما يراد بلفظ البر والتقوى والدين ودين الإسلام ..) (^١) وبهذا يتبين عدم صحة هذه الدلالة، وأن الإيمان إقرار اللسان، وتصديق القلب، وعمل الجوارح، كما عليه أهل السنة. والله تعالى أعلم.

(^١) شرح العقيدة الطحاوية ١/ ٣٨٧ (بتصرف يسير)، وينظر: الإيمان لابن تيمية (١/ ١٥٢ وما بعدها)

1 / 139