أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد! أحسن في مواليَّ (وكانوا حلفاء الخزرج) . قال: فأبطأ عليه رسول الله ﷺ، فقال: يا محمد! أحسن في مواليَّ. قال: فأعرض عنه. قال: فأدخل يده في جيب درع رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ: «أرسلني» . وغضب رسول الله ﷺ، حتى رأوا لوجهه ظللًا. ثم قال: «ويحك! أرسلني» . قال: لا، والله؛ لا أرسلك حتى تحسن في موالي، أربع مئة حاسر، وثلاث مئة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة؟! إني امرؤ أخشى الدوائر. قال: فقال رسول الله ﷺ: «هم لك» .
- (٢/٩١٣) .
- مرسل.
رواه: ابن إسحاق من مرسل عاصم بن عمر بن قتادة، وهو تابعي ثقة عالم بالمغازي.
انظر: «السيرة النبوية» (٣/٧٠ و٧١) .
٢٨٨ - أثر عبادة بن الوليد؛ قال: «لما حاربت بنو قينقاع رسول الله ﷺ؛ تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي، وقام دونهم، ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله ﷺ، وكان أحد بني عوف بن الخزرج، له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي، فجعلهم إلى رسول الله ﷺ، وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم، وقال: يا رسول الله! أبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم. ففيه وفي عبد الله بن أبي نزلت الآية في المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ...﴾ إلى قوله: ﴿وَمَن يَّتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ .