384

امتاع او مؤانست

الامتاع و المؤانسة

خپرندوی

المكتبة العنصرية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

سیمې
ایران
سلطنتونه
بويهيان
وكلّم عامر بن عبد قيس حمران يوما في المسجد. فقال له حمران: لا أكثر الله فينا مثلك. فقال عامر: لكن: أكثر الله فينا مثلك، فقال له القوم: يا عامر، يقول لك حمران ما لا تقول مثله؟ فقال: نعم يكسحون طرقنا، ويحوكون ثيابنا، ويخرزون خفافنا. فقيل له: ما كنّا نرى أنّك تعرف مثل هذا، قال: ما أكثر ما نعرف ممّا لا تظنّون بنا.
وقال: مرّ جرير بن عطية على الأحوص وهو على بغل، فأدلى البغل، فقال الأحوص: بغلك يا أبا حزرة على خمس قوائم. قال جرير: والخامسة أحبّ إليك.
ومرّ جرير بالأحوص وهو يفسق بامرأة وينشد:
يقرّ بعيني ما يقرّ بعينها ... وأحسن شيء ما به العين قرّت
فقال له جرير: فإنّه يقر بعينها أن تقعد على مثل ذراع البكر، أفتراك تفعل ذلك؟
فقال الوزير: من رأيت من الكبار كان يحفظ هذا الفنّ وله فيه غزارة وانبعاث وجسارة على الإيراد؟
قلت: ابن عبّاد على هذا، ويبلغ من قوّته أنه يفتعل أشياء شبيهة بهذا الضّرب على من حضر، فقال: الكذب لا خير فيه، ولا حلاوة لروايه، ولا قبول عند سامعيه.
وقال: أرسل بلال بن أبي بردة إلى أبي علقمة فأتاه، فقال: أتدري لأيّ شيء أرسلت إليك؟ قال: نعم، لتصنع بي خيرا. قال: أخطأت ولكن لأسيء بك.
فقال: أمّا إذ قلت ذاك لقد حكّم المسلمون حكمين، فسخر أحدهما بالآخر. فقال الوزير: أيقال سخر به! فكان الجواب أنّ أبا زيد حكاه، وصاحب التّصنيف قد رواه، وسخر منه أيضا كلام، وإنما يقال هو أفصح، لأنه في كتاب الله ﷿، وإلّا فكلاهما جائز.
وقال حمزة بن بيض الحنفيّ للفرزدق: يا أبا فراس، أيّما أحبّ إليك أن تسبق الخير أم يسبقك! قال: ما أريد أن أسبقه ولا أن يسبقني، بل نكون معا. ولكن حدّثني أيّما أحبّ إليك: أن تدخل منزلك فتجد رجلا على حرامّك، أو تجدها قابضة على قمدّ الرجل. فأفحمه.
فلما قرأت الجزء في ضروب الجواب المفحم. قال: ما أفتح هذا النوع من الكلام لأبواب البديهة! وأبعثه لرواقد الذّهن! وما يتفاضل الناس عندي بشيء أحسن من هذه الكلمات الفوائق الروائق، ما أحسن ما جمعت وأتيت به.

1 / 391