77

امرأة تدخل

تدخل‎ امرأة

ژانرونه

أقام فليمنج في الفندق الذي أقامت فيه جيني في البداية، وكانت من آن لآخر تقابله في القاعات الكبيرة لمبنى الفندق الضخم؛ لكنها كانت دائما ما تمر عليه بأنفة ملكة مستاءة، على الرغم من أن هذا الرجل المسكين كان دائما ما يخلع لها قبعته احتراما لها؛ ومرة أو مرتين، توقف وبدا كما لو كان على وشك أن يتحدث إليها.

وفي آخر أيام بقائها في الفندق، رأت فليمنج على نحو أكبر من ذي قبل؛ لكن لم يخطر ببالها أن السياسي الحزين كان يترصدها، دون أن يمتلك أبدا الشجاعة الكافية للحديث إليها عندما كانت تحين له الفرصة. وفي النهاية، وصلت رسالة إلى الغرفة التي تقيم فيها، من فليمنج، قال لها فيها إنه يود الحديث إليها لبضع لحظات، وإنه ينتظر الرد.

قالت الفتاة للشخص الذي حمل الرسالة: «أخبره أنه لا يوجد رد.»

قد يكون من الجيد أحيانا أن تعرف وجهة نظر حتى العدو، لكن كانت جيني غاضبة منه بشدة بحيث لم تفكر في هذا. لكن السياسي، حتى يكون ناجحا، يجب ألا يهزم بسهولة، وهذا بوجه عام ما يحدث.

عندما حصل فليمنج على الرد الفظ على رسالته، ألقى بسيجاره وارتدى قبعته وركب المصعد وسار عبر الممر الطويل وطرق باب غرفة جيني.

إن دهشة الفتاة لدى رؤية عدوها هناك كانت كبيرة للغاية لدرجة أن رد الفعل المتوقع المتمثل في غلق الباب في وجهه لم يخطر ببالها حتى فات أوان تنفيذه، وقد وضع فليمنج قدمه الكبيرة بلا مبالاة ليمنع إغلاقه.

صرخت، والشرر يتطاير من عينيها: «كيف تجرؤ على المجيء إلى هنا، بعد أن رفضت رؤيتك؟»

رد السياسي الكاذب: «أوه، فهمت من الشخص الذي حمل الرسالة إليك أن بإمكاني المجيء إلى هنا.» ثم أضاف: «كما تعرفين، إنه ليس أمرا شخصيا، بل أكبر شعور يمكن أن يتكون في عرض المحيط، وظننت ... حسنا، كما تعلمين، شعرت أنني - دون قصد تماما - قد أسأت إليك على متن سفينة «كالوريك»، وكانت هذه محاولة مني للاعتذار لك عن ذلك.» «لن يمكنك أبدا إصلاح ما فعلته.» «لا، بل يمكنني ذلك، يا جيني.» «أرجو أن تتذكر أن اسمي هو الآنسة بروستر.» هكذا قالت الفتاة، وقد اعتدلت في وقفتها؛ لكن فليمنج لاحظ، بنوع من الارتياح، أنه منذ أن ذكر مسألة الشعور، لم تصدر عنها أي محاولة لإغلاق الباب، وكان تحفز الصحفية يحل تدريجيا محل الغضب الذي قابلته به في البداية. «حسنا، آنسة بروستر. أنا لا أقصد أي إساءة ، كما تعرفين؛ وبصدق، فضلت إعطاءك معلومة مهمة على إعطائها لأي شخص آخر.» «أوه، إنك صادق للغاية ... أعلم هذا.» «في الواقع، أنا كذلك، كما تعلمين، يا جين ... أقصد يا آنسة بروستر؛ على الرغم من أنني أرى أن هذه ليست ميزة في السياسة تماما كما هو الحال في مجال الصحافة.» «إن كنت قد جئت فقط لتتحدث على هذا النحو عن الصحافة، فأنا لا أهتم بالاستماع لما تقوله.» «انتظري دقيقة. أنا لا ألومك على شعورك بالغضب ...» «شكرا لك.» «لكن، مع ذلك، إن تركت تلك المعلومة تضيع منك، فستندمين. إنني أعطيك معلومة موثوقا فيها. يمكنني الحصول على أموال أكثر من كل الأموال التي رأيتها في حياتك من الكشف عن هذه المعلومة، ومع ذلك، أنت تعاملينني كما لو كنت ...» «سياسيا من نيويورك. لماذا جئت إلي بتلك المعلومة القيمة؟ فقط لأنك تكن تقديرا كبيرا لي، على ما أعتقد؟» «هذا صحيح. هذا هو الوضع بالضبط.» «ظننت ذلك. رائع للغاية. هناك غرفة استقبال في هذا الطابق حيث يمكننا أن نتحدث دون مقاطعة. تعال معي.»

أغلقت جيني الباب وسارت عبر الممر، وتبعها فليمنج، الذي ابتسم تعبيرا عن رضاه عن لباقته وبراعته، حيث كان، بالفعل، له كل الحق في ذلك.

في غرفة الجلوس التي لا يوجد بها أحد، كانت توجد طاولة للكتابة، وجلست جيني بجانبها، وأشارت لفليمنج بالجلوس على كرسي قبالتها.

ناپیژندل شوی مخ