عندما دخل جون كينيون مكتب صديقه في صباح اليوم التالي، قال له ونتوورث: «حسنا، كيف سارت الأمور مع آل لونجوورث؟»
كان الرد: «لم تكن جيدة على الإطلاق؛ فقد بدا أن الرجل الشاب قد نسي كل ما جرى بيننا من حديث على متن السفينة، والرجل العجوز لا يهتم مطلقا بالأمر.»
تنحنح ونتوورث وأخذ يطرق على المكتب بطرف قلمه الرصاص.
وقال في النهاية: «أنا لم أعول كثيرا على هذا الشاب قط.» ثم أضاف: «ما السبب الذي أعطاه لرفضه؟» «أنا لا أعرف على وجه التحديد. إنه لم يعط أي سبب. لقد قال فقط إنه لن يشترك في هذا الأمر، بعد أن جعلني أخبره بالمبلغ الذي سندفعه ثمنا للمنجم.» «لماذا أخبرته بذلك؟» «في الواقع، بدا، بعد أن تحدثت إليه قليلا، أن هناك بعض الأمل في انضمامه إلينا. لقد قلت له بوضوح إنني لن أخبره بالمبلغ إلا إذا كان يرغب في الانضمام إلينا. ورد بالطبع أنه لا يمكنه النظر في الأمر على الإطلاق ما لم يعرف ما هو مقبل عليه؛ ولذا، أخبرته به.» «وما المبرر الذي أعطاه لعدم الانضمام إلينا؟» «أوه، لقد قال فقط إنه يرى أنه لن يشترك في الأمر.» «والآن، ماذا تظن أنه كان يهدف من الضغط عليك إن لم تكن لديه النية للانضمام إلى المشروع الخاص بالمنجم؟» «أنا بالتأكيد لا أعرف. أنا لا أفهم هذا النوع من البشر على الإطلاق. في الحقيقة، أشعر براحة كبيرة لأنه لن ينضم إلينا. أنا لا أثق به.» «من الواضح، يا جون، أنك متحامل عليه؛ لكنك تعرف أن اسم لونجوورث سيكون له تأثير كبير للغاية على عقول رجال حي السيتي الآخرين. إن استطعنا أن نشرك آل لونجوورث في هذا الأمر، حتى ولو بقدر قليل، فأنا متأكد أننا لن نجد صعوبة كبيرة في بيع المنجم.» «في الواقع، كل ما يمكنني قوله هو أن مهمتي مع آل لونجوورث فشلت. هل فحصت الأوراق؟» «أوه، نعم، وهذا ذكرني بالأمر. النقطة التي تقوم عليها المسألة بأكملها هي توفر تلك المادة واستخدامها في صناعة الخزف، أليس كذلك؟» «بلى، إنها كذلك.» «حسنا، انظر لتلك الرسالة؛ فقد جاءت هذا الصباح.»
ألقى بالرسالة لكينيون، الذي قرأها ثم سأله: «من يكون آدم براند؟ إنه لا يعرف عما يتحدث.» «إممم، لكن المشكلة أنه يعرف تماما عما يتحدث. أعتقد أنه لا أحد في إنجلترا يعرف أكثر منه. إنه مدير وشريك في شركة سكرانتن للخزف الشهيرة. ذهبت لمقابلة ميلفيل الذي يعمل في تلك الشركة أمس. ولم يستطع إخباري بأي شيء عن المادة، لكنه احتفظ بالعينة التي أعطيتني إياها، وقال لي إنه سيري إياها المدير عندما يأتي. إن براند هو مدير الإنتاج، وإن كان هناك شخص يعرف قيمة تلك المادة، فمن الأحرى أن يكون هو.»
قال كينيون: «لكنه مخطئ.» «هذه هي أهم نقطة في المسألة بأكملها؛ هل هو كذلك؟ إما أن المادة لا قيمة لها، كما يقول، وإما أنه يتعمد الكذب علينا لغرض محدد؛ وأنا لا أستطيع أن أفهم، على أي نحو على الإطلاق، السبب الذي يدفع أحد الغرباء ليس فقط للكذب، وإنما أيضا لكتابة تلك الكذبة على الورق. والآن، يا جون، ماذا تعرف عن صناعة الخزف؟» «أعرف القليل جدا في واقع الأمر عنها.» «رائع جدا، إذن، كيف يمكنك مقارنة معرفتك بها بمعرفة هذا الرجل، الذي لديه خبرة عملية في مجال التصنيع؟»
نظر كينيون إلى ونتوورث، الذي كان من الواضح أنه لم يكن في أفضل حالاته المزاجية. «هل تقصد أن تقول، يا جورج، إنني لست على علم جيد بالموضوع عندما أخبرتك أن تلك المادة مهمة في مجال ما؟» «حسنا، لقد اعترفت لتوك أنك لا تعرف أي شيء عن صناعة الخزف.» «ليس «أي شيء»، يا جورج ... أنا أعرف القليل عنها؛ لكن ما أدركه جيدا هو قيمة المواد. إن السبب وراء معرفتي بصناعة الخزف هو ببساطة أنني أعلم أن تلك المادة تعد واحدة من أهم المكونات التي يصنع منها الخزف.» «إذن لماذا كتب هذا الرجل تلك الرسالة؟» «أنا لا أعرف بالتأكيد. بما أنك قد رأيت الرجل، فيمكنك أن تحكم أفضل مني ما إذا كان سيتعمد الكذب، أم أنه مجرد شخص جاهل بالأمر.» «أنا لم أر براند على الإطلاق؛ لقد رأيت ميلفيل. اتفقنا أن يعرض ميلفيل تلك العينة على براند، ويطلعني على رأيه فيها. بالطبع، كل شيء يعتمد على قيمة تلك المادة في صناعة الخزف.» «بالطبع.» «رائع جدا، إذن، لقد سلكت السبيل الوحيد الذي كان متاحا أمامي لأعرف رأي الخبراء في المجال في تلك المادة. إن قالوا إن تلك المادة لا قيمة لها في عملهم، فمن الأحرى نحن أيضا أن نتخلى عن مشروعنا الخاص بالمنجم، ونخطر السيد فون برينت برغبتنا في عدم الاستمرار في تعاقدنا.»
قرأ كينيون الرسالة مرة أخرى، وأخذ يفكر فيها بعمق.
قال جورج مرة أخرى: «أنت ترى، بالطبع، أن كل شيء يعتمد على ذلك، أليس كذلك؟» «بالتأكيد أرى ذلك.» «إذن، ما رأيك؟» «رأيي هو التالي: علي أن أقوم بجولة في مصانع الخزف في بريطانيا العظمى. وأعتقد أنها ستكون فكرة جيدة لو كتبت إلى المصنعين المختلفين في الولايات المتحدة تطلب منهم معرفة مقدار استخدامهم لتلك المادة. ليست هناك ضرورة لإرسال المادة. لا بد لهم أن يستخدموا تلك المادة، ولا بديل لها بالنسبة إليهم. اعرف منهم، إن استطعت، المقدار الذي يحتاجون إليه منها، والسعر الذي سيدفعونه في مقابل الحصول على الخام النقي منها، والسعر الذي يدفعونه في مقابل الحصول على المادة غير النقية التي يستخدمونها الآن.» «كيف تعرف، يا جون، أنه ليست هناك عشرات المناجم التي توجد بها تلك المادة؟» «كيف لي أن أعرف؟ حسنا، إن أردت أن تطعن في معرفتي بعلم المعادن، فأرجو أن تفعل ذلك على نحو مباشر. أنا إما أن أكون عالما بمجالي وإما لا. إن كنت تعتقد أنني لست كذلك، فاخرج من هذا الأمر تماما. أنا أؤكد لك أن ما أقوله عن تلك المادة صحيح. وما أقوله عن ندرتها صحيح. لا توجد مناجم أخرى بها مادة نقية كهذه.» «لقد اقتنعت تماما عندما قلت هذا، لكن يجب أن تتذكر أن هؤلاء الذين سيضعون أموالهم في هذه الشركة لن يكونوا مقتنعين. يجب أن توضع أمامهم الحقائق والأرقام، وهم لن يثقوا في كلامك أو كلامي فيما يتعلق بقيمة المادة. إن اقتراحك بزيارة المصانع المختلفة جيد. وكنت سأبدأ في تنفيذه على الفور، لو كنت مكانك. نحن يجب أن نعرف بوضوح آراء الخبراء العاملين في المجال قبل أن يكون بإمكاننا التحرك في الأمر. والآن، كم معك من هذه المادة؟» «فقط القطع القليلة التي حملتها معي في حقيبة السفر. البرميل المليء بها الذي حصلنا عليه في بيرنتباين لم يصل بعد. أعتقد أنه مرسل عبر إحدى السفن البخارية البطيئة، وهو على الأرجح لا يزال في المحيط.» «رائع جدا. خذ العينات التي معك، واذهب إلى الشمال، وقابل هؤلاء المصنعين. اعرف، بطريقة أو بأخرى، سواء من المديرين أو من مرءوسيهم، السعر الذي يدفعونه للحصول على تلك المادة، وتكلفة إزالة الشوائب من المادة التي يستخدمونها حاليا؛ لأن تلك هي في الواقع المادة التي تنافس مادتنا حاليا. ليس علينا أن نتعامل مع مادتهم الخام، بل مع مادتهم بعد تنقيتها من المواد الغريبة المزعجة. اعرف على وجه التحديد تكلفة عملية التنقية هذه، ثم عندما تعرف الحقائق والأرقام، سأرتبهما لك على أفضل نحو. وفي غضون ذلك، كما اقترحت، سأعلم المصنعين الموجودين في الولايات المتحدة. لا يمكن فعل شيء إلا عندما تعود، ولو كنت مكانك، لكان علي بدء العمل على الفور.» «أنا جاهز تماما. أنا لا أريد إضاعة أي وقت آخر.»
وهكذا، غادر جون كينيون، وسرعان ما كان في طريقه إلى الشمال، ومعه في دفتر ملاحظاته قائمة بمصنعي الخزف.
ناپیژندل شوی مخ