60

امرأة تدخل

تدخل‎ امرأة

ژانرونه

قال جون: «لا، لا، الأمر لا يستحق العناء؛ إن المكان على مقربة من هنا.» «لا يوجد أي عناء. ما محطتك ... ساوث كينزينجتن؟» «نعم.»

قالت لسائق العربة: «رائع للغاية. أوصله إلى محطة ساوث كينزينجتن، يا باركر .» ثم لوحت له بيدها مودعة وهي تصعد الدرج، بينما كانت العربة تنعطف.

وهكذا، تم توصيل جون كينيون، الذي كان يشعر بالخجل من فقره، في تلك العربة الفخمة لمحطة مترو لندن المذكورة، حيث استقل القطار المتجه إلى حي السيتي.

وبينما كان ينزل من العربة في ساوث كينزينجتن، خرج السيد لونجوورث الشاب من المحطة في طريقه إلى المنزل، واندهش بشدة ببساطة لرؤية كينيون في عربة آل لونجوورث.

مر جون بجواره دون أن يلاحظ من هو، وفي الوقت الذي كان سائق العربة على وشك التحرك، قال لونجوورث له: «باركر، أتستخدم العربة كعربة أجرة؟»

رد باركر المحترم: «أوه، لا، يا سيدي، الرجل الشاب الذي تركنا لتوه أتى من حي السيتي مع الآنسة لونجوورث.» «هل فعل، حقا؟ هل ذهبتم لاصطحابه، يا باركر؟» «لقد ركب معنا في تشيبسايد، يا سيدي.» «آه، فهمت.» وبعد أن صب بعض اللعنات على كينيون، دخل إلى العربة وذهب إلى المنزل.

الفصل الثامن عشر

كان جورج ونتوورث رجلا مناسبا أكثر بكثير من جون كينيون فيما يتعلق بالمهمة التجارية التي كانا يرغبان في القيام بها. كان ونتوورث مختلطا بالناس، ولم يكن خائفا منهم. وعلى الرغم من أنه عانى بشدة من الواقعة البسيطة التي حدثت على متن السفينة، وعلى الرغم من أنه في هذا الوقت العصيب بدا أنه كان يفتقد الشجاعة المطلوبة، فإن السبب كان إلى حد كبير أن الضربة جاءت له من امرأة، وليس من رجل. وونتوورث، حتى الآن، إن تجاوز أحد معارفه في حقه ووجه إليه ملاحظة مسيئة أو جارحة، يهز كتفيه تعبيرا عن عدم الاكتراث، ولا يفكر مرة أخرى في الأمر. على الجانب الآخر، وبغض النظر عن مظهره الخارجي الذي يدل على البرود والهدوء، فإن جون كينيون حساس مثل الأطفال، وصد كالذي تعرض له من جانب آل لونجوورث كان كافيا لجعله يكتئب لمدة أسبوع. لقد كان تلميذا طوال حياته، ولم يتعلم بعد الدرس المهم المتمثل في معرفة كيفية النظر إلى أفعال الآخرين بتوازن. كان ونتوورث يقول لنفسه إن آراء الآخرين لا تهمه كثيرا، لكن كينيون كان لا يعرف الكثير عن رفاقه بحيث يصل إلى تلك النتيجة المريحة.

أغلق جورج ونتوورث باب مكتبه عندما أصبح بمفرده، وقرب إليه على مكتبه مجموعة الأوراق، التي تركها له كينيون، وأخذ يفحصها بمنهجية ليجد ما إذا كان هناك أي خطأ فيها. وقال لنفسه: «يجب أن أتعامل مع هذا الشيء دون أي تهاون، وأعامل كينيون كما لو أنه لص. يجب أن أجد أي خطأ في الحجة أو أي شيء غير دقيق فيما يتعلق بالحقائق.» وأخذ يدرس الأوراق بجدية، واضعا علامات بالقلم الرصاص في الهامش هنا وهناك. في البداية، قال لنفسه: «من الواضح جدا أن استخراج الميكا سيغطي تكاليف العمل بالمنجم. ويمكننا النظر إلى الطلب على الميكا باعتباره شيئا على نحو ما محسوما. إنه غطى تكاليف العمل بالمنجم حتى الآن، وأدر أيضا ربحا بسيطا، ولا يوجد سبب يدعونا إلى الاعتقاد بأن هذا لن يستمر. والآن، الكمية غير المؤكدة هي المادة الأخرى هذه، والشيء غير المؤكد بشأن تلك الكمية غير المؤكدة هو الطلب عليها في أسواق العالم، وأيضا تكلفة نقلها.» كان لدى ونتوورث نظرية مفادها أن أي شيء ممكن فقط إذا كنت تعرف شخصا يعرف شخصا عالما ببواطن الأمور. هناك دائما شخص كهذا في كل مجال؛ شخص يعد هو المرجعية فيما يتعلق بالحديد، أو المناجم، أو العملات، شخص يعرف كل شيء عن مجال الطباعة. وإذا أردت أي معلومات عن موضوع معين، فليس من الضروري أن تعرف مثل هذا الرجل الخبير، لكن من المهم جدا أن تعرف رجلا يمكن أن يوصلك إلى هذا الرجل. ما عليك إلا أن تحصل على خطاب تقديمي من رجل يعرف هذا الرجل الخبير، وهذا كل ما في الأمر!

ضغط ونتوورث على جرسه، وجاء ساع ليعرف ماذا يريد. «هلا تطلب من فضلك من السيد كلوز أن يأتي هنا للحظات!»

ناپیژندل شوی مخ