هز جون كينيون رأسه تعبيرا عن الرفض.
ثم قال: «أخشى أن هذا لن يجدي نفعا. أنا لا أعتقد أن ابن عمك يهتم بأن تكون له أي علاقة بالمنجم.» «ما الذي يجعلك تقول هذا؟ ألم يناقش معك الأمر على متن السفينة؟» «بلى؛ لقد تحدثنا قليلا عن الأمر هناك، لكنني أظن أن ... أنا لا أعتقد في واقع الأمر أنه سيهتم بالمضي قدما فيه.»
قالت إديث لونجوورث: «آه، فهمت.» ثم أردفت: «ابن عمي هو الرجل الذي «نسي اليوم ما قاله بالأمس».» «ماذا يجب علي أن أقول، يا آنسة لونجوورث؟ أنا لا أريد أن أقول «نعم»، ولا يمكنني أن أكذب وأقول «لا».» «أنت لا يجب أن تقول شيئا. أنا أعرف على وجه التحديد كيف كان الأمر. لذا، هو لا يريد أن ينضم إليك في المشروع. ما السبب الذي أعطاه لذلك؟» «أنت لن تقولي أي شيء له عن الأمر، أليس كذلك؟ سأشعر بأسف شديد إن عرف أنني تحدثت مع أي شخص عن لقائي معه.» «أوه، بالتأكيد لا؛ أنا لن أقول له أي شيء على الإطلاق.» «إنه لم يعط سببا محددا؛ لقد بدا ببساطة أنه قد غير رأيه. لكنني يجب أن أقول الآتي: إنه لم يبد عليه أنه كان متحمسا بشدة عندما ناقشت الأمر معه على متن السفينة.» «حسنا، يا سيد كينيون، يقع على عاتقي الآن الحفاظ على سمعة آل لونجوورث. هل تريد الحصول على كل الربح الذي سيعود من منجم الميكا؛ أقصد، أنت وصديقك السيد ونتوورث؟» «ماذا تقصدين ب «كل الربح»؟» «حسنا، أقصد ... أتريد مشاركة الربح مع أي شخص؟» «بالتأكيد، إذا كان هذا الشخص بإمكانه مساعدتنا في تأسيس الشركة.» «رائع للغاية؛ أعلى هذا الأساس كنت ستتخذ من ابن عمي شريكا؟» «نعم.» «إذن، أود أن أشارككما في الربح الذي سيعود من المنجم إن كان هو لا يهتم بالأمر. إن جعلتني أدفع التكاليف المبدئية الخاصة بتأسيس تلك الشركة، وإن أعطيتني نصيبا مما ستربحه، فسأكون سعيدة لتقديم المال الذي ستحتاج إليه في البداية.»
نظر جون كينيون إلى الآنسة لونجوورث والابتسامة تعلو وجهه. «أنت ذكية جدا، يا آنسة لونجوورث، لكنني أستطيع تبين، رغم صياغتك للأمر، أن ما تعرضينه مجرد شكل من أشكال الإحسان. وبافتراض أننا لم ننجح في تأسيس شركتنا، كيف لنا أن نرد لك المال؟» «لن تحتاجا إلى رد المال. سآخذ على عاتقي القيام بهذه المخاطرة. إنها نوع من المضاربة. إذا أسستما الشركة، فسأتوقع الحصول على مبلغ كبير جدا لقيامي بالتمويل. إنني أقوم بهذا بدافع حب الذات فقط. أعتقد أن لدي عقلية تجارية. النساء في هذا البلد لا يحظين بمثل هذه الفرص لتطوير قدراتهن التجارية كما يبدو أنهن يحظين بها في أمريكا. في ذلك البلد، هناك نساء كون ثروات بأنفسهن. أنا أومن بمنجمك، وأنا على يقين أنك ستنجح في تأسيس شركتك. إن كنت أنت أو السيد ونتوورث من أصحاب رءوس الأموال، فبالطبع لن تكون هناك حاجة إلى مساعدتي. وإن كنت بمفردي، ما كنت سأستطيع تأسيس شركة. ويمكنك أنت والسيد ونتوورث فعل ما لا يمكنني فعله. يمكنكما الظهور أمام الجميع والقيام بكل المسائل التمهيدية. على الجانب الآخر، أعتقد أنني يمكنني فعل ما لا يمكنكما فعله؛ أي يمكنني توفير مبلغ معين من المال من آن لآخر لدفع تكاليف تأسيس الشركة؛ لأنني أؤكد لك أنه لا يمكن تأسيس أي شركة في لندن بدون مقابل. ربما تعتقد أن عليك ببساطة الذهاب ولقاء عدد كاف من الناس، وبهذا ستتمكن من تأسيس شركتك. أظن أنك لن تجد الأمر بالسهولة التي قد تتوقعها. وإلى جانب هذا الاهتمام المادي بالأمر، لدي اهتمام شخصي شديد بالسيد ونتوورث.»
بعد أن قالت هذا، مالت باتجاه جون كينيون، وقالت بنبرة صوت منخفضة: «رجاء لا تخبره بذلك؛ لأنني أعتقد أنه شاب يمكنه أن يغتر بنفسه.»
قال كينيون باغتمام: «أنا لن أخبره بأي شيء عن الأمر.» «رجاء لا تفعل. بالمناسبة ، أود أن تعطيني عنوان السيد ونتوورث، حتى يمكنني أن أتواصل معه إن خطرت لي فكرة جيدة، أو عرفت شيئا مهما فيما يتعلق بتأسيس شركتنا.»
أخرج كينيون بطاقة، وكتب عنوان ونتوورث عليها، وأعطاها لها.
قالت: «شكرا. كما ترى، أشعر بتعاطف شديد مع السيد ونتوورث؛ لما كان يمر به على متن السفينة.»
رد كينيون: «إنه ممتن جدا لكل ما فعلته من أجله في هذا الشأن.» «أنا ممتنة لهذا. الناس، بوجه عام، لا يكونون ممتنين لما يفعله أصدقاؤهم من أجلهم. لذا، أنا ممتنة لأن السيد ونتوورث استثناء. والآن، أنا أفترض أنك ستتحدث معه بشأن ما قلته لك، قبل أن تتخذا قراركما. وأنا سأكون راضية تماما بأي حصة من الأرباح ستعطونها لي.» «آه، ما تقولينه ليس له علاقة بعالم التجارة والمال، يا آنسة لونجوورث.» «نعم، إنه ليس كذلك؛ لكنني أتعامل معك - أقصد، مع السيد ونتوورث - وأنا متأكدة أنكما ستفعلان ما هو صحيح. ربما سيكون من الأفضل ألا تخبره بمن سيمول الشركة. قل له فقط إنك قابلت صديقا اليوم وعرض عليك، مقابل الحصول على حصة معقولة من الأرباح، تقديم كل الأموال اللازمة لدفع مقابل التكاليف التمهيدية لتأسيس الشركة. إنك ستتشاور معه في الأمر، أليس كذلك؟» «بلى، إن كانت هذه هي رغبتك.» «بالتأكيد، إنها رغبتي؛ وأرغب أيضا في أن تقوم بذلك بطريقة دبلوماسية بحيث تخفي اسمي عنه على نحو أفضل مما فعلت عندما أخفيت اسم ابن عمي عني عصر اليوم.»
قال جون، متوردا: «أخشى أنني أخرق جدا.» «لا؛ إنك صادق جدا، هذا كل ما في الأمر. إنك لست بارعا في فن إخبار ما ليس صحيحا. والآن، هذا هو بيتنا؛ هلا تتفضل بالدخول؟» «شكرا لك، لا؛ أخشى أنني لن أستطيع الدخول. أنا حقا يجب أن أغادر الآن.» «دع سائق العربة يأخذك إلى محطتك.»
ناپیژندل شوی مخ