رد كينيون باندهاش: «الآنسة لونجوورث! أين هي؟» «إنها هناك في عربتها، يا سيدي.»
كانت العربة واقفة بجانب الرصيف، ونظر جون كينيون حوله في حيرة ليرى أن الآنسة لونجوورث كانت تنظر إليه وإلى الخادم بابتهاج. وكانت تجلس قبالتها في العربة سيدة عجوز، بينما كان هناك سائق عربة رزين ووقور، يرتدي على نحو مماثل بعض الشيء للخادم، يجلس في مكانه، وكأنه تمثال جالس في المقدمة. خلع جون كينيون قبعته عندما اقترب من السيدة الشابة، التي لم يرها منذ آخر يوم له على متن السفينة.
قالت إديث لونجوورث بابتهاج، وهي تمد يدها للرجل الشاب الواقف بجوار العربة: «كيف حالك، يا سيد كينيون؟ هلا دخلت إلى العربة؟ أريد أن أتحدث إليك، وأخشى أن الشرطة لن تسمح لنا بسد شارع مزدحم مثل تشيبسايد.»
عندما قالت هذا، فتح الخادم النشيط باب العربة بينما لم يعرف جون ماذا يقول ودخل إلى العربة وأخذ مقعده هناك.
قالت السيدة الشابة للسائق: «انطلق بنا إلى هولبرن.» ثم أردفت، ملتفتة إلى كينيون: «هلا تخبرني بالمكان الذي تقصده، حتى يمكنني أن أعرف أين أنزلك؟»
قال جون: «في الحقيقة، أنا لا أعتقد أنني ذاهب إلى مكان محدد. أخشى أنني لم أشبع بعد من متعة العودة ثانية إلى لندن؛ لذا، أهيم على وجهي في بعض الأحيان في شوارعها.» «حسنا، لم تبد عليك السعادة عندما وقع ناظراي عليك لأول مرة. اعتقدت أنك كنت تبدو مكتئبا بشدة، وهذا ما شجعني بالقدر الكافي على أن أطلب منك أن تركب معي وتتحدث إلي. لقد قلت لنفسي: «هناك خطب ما بشأن منجم الميكا»، وبدافع الفضول النسائي، أردت أن أعرف كل شيء عنه. والآن، هيا أخبرني.» «هناك حقا القليل جدا لأخبرك به. إننا بالكاد بدأنا. إن ونتوورث يفحص اليوم الأرقام التي أعطيتها إياه، وقد كنت أحاول اتخاذ أولى الخطوات عن طريق لقاء بعض الأشخاص الذين أعتقد أنهم قد يكونون مهتمين بأمر المنجم.» «وهل كانوا كذلك؟» «لا، لم يكونوا كذلك.» «إذن، كان هذا هو السبب في أنك كنت تبدو مغتما بشدة.» «أعتقد أن الأمر كذلك.» «حسنا، يا سيد كينيون، إذا كنت قد أصبت بالإحباط بعد لقاء مع أول شخص تظن أنه سيكون مهتما بالمنجم، فماذا ستفعل عندما ترفض دزينة أو أكثر من الأشخاص العمل معك؟» «أنا بالتأكيد لا أعرف. أخشى أنني لست الشخص المناسب لطرح هذا المنجم للبيع في سوق لندن. أنا في الواقع تلميذ، كما ترين، وأظن نفسي أستاذا. أعرف كيف أتصرف عندما أكون في أحد المناجم، على بعد أميال من الحضارة، لكن عندما أكون وسط الناس، أشعر إلى حد ما بحيرة شديدة. أنا لا أفهمهم. وعندما يخبرني شخص بشيء اليوم، وينسى ببرود في اليوم التالي كل شيء بشأنه، أعترف أن هذا ... في واقع الأمر يربكني.» «إذن، الرجل الذي قابلته اليوم نسي ما قاله لك بالأمس. هل هذا هو الوضع؟» «نعم؛ هذا جزئيا هو الوضع.» «لكن، يا سيد كينيون، نجاح مشروعك لن يعتمد على ما يقوله شخص أو اثنان أو ثلاثة، أليس كذلك؟» «بلى؛ أنا لا أعتقد أنه يعتمد عليهم.» «إذن، لو كنت مكانك، فلن أشعر بالإحباط لأن أحد الأشخاص قد نسي ما قاله. ليتني كنت أعرف هذا الرجل، وأعتقد أنني كنت حينها سأجعله يشعر بالخجل من نفسه.»
تورد كينيون خجلا عندما قالت هذا، لكنه لم يرد.
نظر سائق العربة حوله عندما وصل إلى هولبرن، وأومأت له الآنسة لونجوورث؛ لذا، انطلق دون أن يتوقف في شارع أكسفورد. «والآن، يا سيد كينيون، أنا مهتمة بشدة بمنجمك، وأتمنى رؤيتك وأنت تنجح فيه . ليت بإمكاني مساعدتك، أو بالأحرى، ليتك تكون صريحا معي وتخبرني كيف يمكنني مساعدتك. أعرف الكثير عن رجال حي السيتي وطرقهم في التعامل، وأعتقد أنني قد أكون قادرة على تقديم بعض النصائح المفيدة لك؛ على الأقل، إن تواضعت وطلبت مني المشورة.»
ابتسم كينيون. «إنك تسخرين مني الآن، يا آنسة لونجوورث. بالطبع، كما قلت على متن السفينة، إنها مجرد مسألة بسيطة جدا.» «أنا لم أقل أبدا مثل هذا الشيء. متى قلت ذلك؟» «لقد قلت إن خمسين ألف جنيه مسألة بسيطة.» «هل قلت هذا؟ حسنا، أنا مثل رجلك الذي نسي ما قاله لك؛ لقد نسيت هذا. أتذكر قولي شيئا عن كون المبلغ صغيرا جدا بحيث لا يمكن أن يكون مناسبا لأبي. ألم يكن هذا هو ما قلته؟» «بلى، أعتقد أنه كان هذا. لقد جعلني هذا أعتقد أنك تظنين أن خمسين ألف جنيه في واقع الأمر مبلغ تافه.»
ضحكت إديث لونجوورث. «يا لها من ذاكرة فظيعة تلك التي تتمتع بها! أنا لا أتعجب من نسيان رجلك الذي من حي السيتي. هل أنت متأكد أنك قلت ما قلته له في وقت سابق وليس أمس؟» «نعم؛ لقد حدث هذا في وقت سابق.» «آه، ظننت ذلك؛ لذا، أخشى أنك يجب أن تلقي باللائمة على ذاكرتك الفظيعة، وليس نسيانه.» «أوه، أنا لا ألقي عليه باللائمة على الإطلاق. كل إنسان له كامل الحق في تغيير رأيه، إن أراد أن يفعل هذا.» «ظننت أن المرأة فقط هي التي لديها هذا الامتياز.» «لا؛ أنا أمنحه بلا قيد للجميع، لكنه في بعض الأحيان قد يكون محبطا قليلا.» «يمكنني فهم ذلك؛ في الواقع، أعتقد أن لا أحد يمكن أن يكون مكروها أكثر من رجل ينسى اليوم ما وعد به بالأمس، وخاصة إن كان هناك شيء بالتحديد يعتمد على هذا. والآن، لماذا لا تأتي إلى منزلنا في مساء أحد الأيام وتتحدث عن المنجم مع ابن عمي أو أبي؟ يستطيع أبي أن يعطيك نصائح قيمة جدا في هذا الشأن، وأعتقد أن ابن عمي يستطيع مساعدتك في إنجاح هذا المشروع. ومن الأفضل أن تتحدث إليهما هناك وليس في مكتبهما؛ لأن كليهما يكونان مشغولين بشدة أثناء النهار بحيث أخشى أنهما قد لا يستطيعان إعطاءك الوقت الكافي لمناقشة الأمر.»
ناپیژندل شوی مخ