57

امرأة تدخل

تدخل‎ امرأة

ژانرونه

رفع لونجوورث نظارته لأعلى. «لا يمكن أن يستحق المنجم كثيرا إذا كان هذا هو كل ما طلبوه ثمنا له.» «السعر الذي يطلبونه ثمنا للمنجم ليس له في واقع الأمر أي علاقة بقيمته. إنهم لا يدركون قيمته. إنهم لا يستغلونه على النحو الأمثل، حتى الآن، بحيث يستخرجون منه كل ما هو موجود فيه. إنهم يستخرجون الميكا، وكما أخبرتك، فإن المادة التي يلقونها أهم بكثير من كل الميكا التي يمكنهم استخراجها من المنجم. إذا استغل هذا المنجم على نحو صحيح، فإن الميكا ستدفع كل التكاليف، هذا إلى جانب ربح جيد على الخمسين ألف جنيه، في حين أن المادة الأخرى ستدر ربحا كبيرا على المائة والخمسين ألف جنيه، أو حتى المائتي ألف جنيه.» «فهمت. وهل أنت متأكد أن هناك ما يكفي من تلك المادة بحيث تبقى لبعض الوقت؟» «أوه، أنا متأكد من هذا. هناك جبل بالكامل منها.» «وهل حصلتما على هذا الجبل إلى جانب المنجم؟» «حصلنا على ثلاثمائة فدان منه، وأعتقد أنه لن تكون هناك أي صعوبة في شراء الباقي.» «حسنا، يبدو أن هذه ستكون مضاربة جيدة، وأتمنى لك أن تنجح في تأسيس شركتك. كم من المال أنت على استعداد لإنفاقه من أجل طرح المنجم للبيع؟» «ليس معي فعليا أي مال على الإطلاق. ما معي هو عقد خيار الشراء الذي حصلت عليه على المنجم.» «إذن، كيف ستدفع كل الرسوم المبدئية ومقابل الإعلان في الصحف وتكلفة الاستشارات وكل هذا؟ إن تلك النفقات ستمثل جانبا كبيرا جدا من تكلفة تأسيس أي شركة. أنت بالطبع تعرف هذا.» «في الواقع، أعتقد أننا ربما يمكننا جعل شخصين أو ثلاثة يقومون بهذا وتأسيس شركتنا بهدوء، دون أن يكون علينا دفع أي من تلك النفقات الكبيرة التي تعد ضرورية لتأسيس بعض الشركات.» «سيدي العزيز، عندما تعمل في هذا المجال لمدة أطول قليلا، ستصبح أكثر وعيا بكثير. لا يمكن أن يحدث هذا؛ على الأقل، أنا لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث. أنا لا أعرف أن هذا بالإمكان حدوثه، وإن استطعت القيام به، فأنت أمهر مني بكثير . الشركات لا تؤسس بدون مقابل في حي السيتي بلندن. يبدو أنك ليس لديك أي فكرة عن كيف يسير هذا النوع من الأمور. دعني أخبرك بصراحة أنا لا أعتقد أنني يمكنني المشاركة في هذا الأمر معك؛ فلدي مشاغل أخرى كثيرة علي إنجازها.»

على الرغم من أن كينيون توقع هذا، فقد تملكه شعور حزين بالهزيمة بينما كان يقول الرجل الشاب بهدوء هذه الكلمات. ثم قال بدون تفكير: «إذا لم تكن لديك النية في الانضمام إلينا، فلماذا سألتني أسئلة دقيقة عن المنجم لم أكن لأجيب عنها إذا اعتقدت أنك لن تكون مهتما بالأمر؟»

رد الآخر ببرود: «سيدي العزيز، كان لديك كامل الحرية للرد على تلك الأسئلة من عدمه، بحسب اختيارك. ولقد اخترت أن ترد عليها، ولا يجب تلوم أحدا إلا نفسك إذا كنت تشعر بالأسف أنك رددت عليها. إن الأمر حقيقة لا يعنيني على الإطلاق، وسأنسى كل ما قلته في غضون يوم أو اثنين على الأكثر.» «رائع للغاية؛ ليس لدي المزيد لأقوله سوى أنني طلبت منك في البداية أن تحتفظ بسرية ما سأقوله لك.» «أوه، بالطبع. أنا لن أخبر أحدا به.» «إذن، أتمنى لك يوما طيبا.»

والتفت للرجل العجوز، ثم قال: «طاب يومك، يا سيد لونجوورث.»

رفع الرجل العجوز عينيه على نحو شارد من الورقة التي كان يقرؤها، ثم صافح كينيون بحرارة.

وقال: «إن كان بإمكاني فعل أي شيء لمساعدتك في أي أمر تعمل عليه، فسيسعدني بشدة أن أقوم به. أتمنى أن أراك ناجحا. طاب يومك، يا سيد كينيون.» «طاب يومك، يا سيد لونجوورث.»

خرج الرجل الشاب ووجد نفسه ثانية في منطقة الاستقبال وبعد هذا بقليل في الشارع المزدحم، وكان يسيطر عليه شعور شديد بالإحباط. لقد باءت أولى خطواته نحو تأسيس شركته بفشل ذريع؛ وبينما كان يفكر في هذا، سار متجاوزا مانشن هاوس، مقر عمدة لندن، ودخل في شارع تشيبسايد.

الفصل السابع عشر

سار جون كينيون بطول شارع تشيبسايد وهو يشعر بإحباط شديد بسبب رفض لونجوورث لعرضه. كان يدرك بالطبع أن الرجل الشاب كان يتصنع النسيان. لكنه مع ذلك شعر بأسف شديد لأن اللقاء لم يسفر عن شيء، وبدلا من الذهاب إلى ونتوورث وإخباره بما حدث معه، ظن أنه من الأفضل أن يسير قليلا ليتخلص من الشعور بخيبة الأمل الذي كان يسيطر عليه. وقد فزع بعض الشيء عندما دنا منه فجأة رجل؛ وعندما رفع ناظريه إليه، رأى خادما طويلا واقفا أمامه، يرتدي معطفا طويلا يصل إلى عقبيه مصنوعا من قماش رمادي داكن.

قال الخادم: «أستميحك عذرا، يا سيدي، لكن الآنسة لونجوورث تود الحديث معك.»

ناپیژندل شوی مخ