53

امرأة تدخل

تدخل‎ امرأة

ژانرونه

قال كينيون: «لا، لا، إنه لم يكن أمرا، رغم أنه بدا كذلك. إنه كان أمرا متواضعا؛ على الأقل، أردت أن يكون هكذا.» «حسنا، سأحصل على الغطاء.»

عندما تركته لتذهب إلى غرفتها، سمع هتاف كبير على سطح السفينة. توقفت، ونظرت إلى كينيون.

سألته: «ماذا يعني هذا؟»

كان الرد: «لا أعرف.» وأضاف: «رجاء ضعي الغطاء عليك ودعينا نصعد إلى السطح ونر ماذا حدث.»

عندما وصلا إلى السطح، رأيا الجميع في الجزء الأمامي من السفينة. وكان مرئيا في الأفق الشرقي ثلاثة آثار من الدخان الأسود، التي كانت على ما يبدو تقترب منهم.

كان الجميع يتهامسون ويقولون: «إنها قوارب السحب. إنها آتية لمساعدتنا.»

القليل جدا ممن هم على متن السفينة كان يعرف أن بقاءهم على قيد الحياة كان يرجع كلية إلى الطقس الجيد. لقد أثبت العمل المستمر للمضخات للجميع، الذين فكروا في الأمر، أن التسريب كان خطيرا؛ لكن نظرا إلى أن تدهور حال السفينة كان أمرا غير معروف بالنسبة إلى الجميع ما عدا الخبراء منهم بالأمر، فلم يكن أحد ما عدا الضباط البحريين يعرف حقا الخطر الحقيقي الذي كانوا فيه. ورغم السعادة التي كان يشعر بها الركاب عندما رأوا تلك القوارب الثلاثة تقترب، فإن أكثر من سعد بالأمر كان هو الشخص الذي يعرف كل شيء بشأن الكارثة وآثارها، ألا وهو: القبطان.

اجتازت إديث لونجوورث وجون كينيون السطح معا، ولم يتزاحما مع الآخرين على الوجود في الجزء الأمامي في السفينة، لمشاهدة قوارب السحب التي كانت تقترب تدريجيا. وعن قصد، جعل جون كينيون الفتاة التي كانت معه تقف أمام الآنسة جيني بروستر، وعلى الرغم من أن تلك الفتاة كانت تحملق بغضب شديد في إديث، التي احمرت وجنتاها من الخوف والاضطراب، فلم تقل أي شيء؛ وعرف كينيون أن رفيقته بعد ذلك لن تشعر بقلق شديد من لقاء المرأة التي دخلت معها في مواجهة لمدة خمس دقائق عاصفة. وسرعان ما بدأت قوارب السحب تسحب السفينة الكبيرة، وأخذت الأربع المركبات تتقدم ببطء باتجاه كوينزتاون، وقد تقرر إنزال كل الركاب هناك، وسحب السفينة المعطلة إلى ليفربول، إن أثبت فحص هيكل السفينة أن هذا الخيار سيكون آمنا. ودع الركاب كل منهم الآخر بعد أن غادروا السفينة، والعديد ممن كانوا على متنها لم ير كل منهم الآخر مرة أخرى. واحدة على الأقل منهم لم تكن حزينة على ترك السفينة أو لديها من تودعه عليها، لكن كانت هناك مفاجأة بانتظارها. لقد وجدت جيني بروستر برقية بانتظارها من نيويورك. وقد جاء فيها: «لا ترسلي شيئا بشأن المناجم. سترسل رسالة بالتفاصيل.»

الفصل الخامس عشر

لندن الموحلة والممطرة التي يغلفها الضباب؛ لندن بحافلات النقل العام السريعة الممتلئة بالركاب التي تنطلق في الشوارع، وتعد أخطر من عربات روما ذات العجلتين؛ لندن مرة أخرى! التي تجرها الخيول؛ لندن، بطرقها المزدحمة، ومرورها المتوقف في الأركان بسبب إيقاف السير من قبل رجل شرطة برفعه ليده المغطاة بقفاز أبيض؛ لندن، بعرباتها ذات الأربع العجلات التي تجرها الخيول والممتلئة عن آخرها بالمتاع، وعرباتها ذات العجلتين التي تسير بسرعة، متفادية عجلات المركبات الأخرى بشق الأنفس، بينما راكبها يجلس وهو يدخن بهدوء أو يوجه سائقه للطريق بمظلته؛ لندن، الممتلئة طرقها دائما بكل أنواع العربات ذات العجلات؛ من العربات ذات الأربعة الأحصنة وحتى العربات ذات العجلتين التي تدفع باليد . لندن، لندن، لندن، لندن! بدا أن الاسم كان يرن في أذني جون كينيون بينما كان يسير بخفة بطول الرصيف المزدحم المؤدي إليها. إن صخب شوارع لندن المزدحمة كان أعذب موسيقى في العالم بالنسبة إليه، كما كان بالنسبة إلى أي شخص أعجب يوما بلندن. اشرب من نافورة تريفي، وستعود ثانية إلى روما. اشرب من صخب وضجيج لندن، ولن تشعر أبدا بحنين داخلك لأي مدينة في العالم سواها. لندن هي لندن، وجون كينيون كان يعشق حتى عيوبها بينما كان يسير في طرقاتها.

ناپیژندل شوی مخ