50

امرأة تدخل

تدخل‎ امرأة

ژانرونه

قال القبطان بهدوء: «سيدتي العزيزة، يجب ألا تهدديني. أنا لست معتادا على أن يتحدث معي أحد بتلك النبرة التي أخذت على نفسك استخدامها. والآن، أخبريني ما الذي تريدين مني أن أفعل.» «أنت من سيقول ماذا سيفعل. أنا راكبة على متن هذه السفينة، ومن المفترض أن أكون تحت حماية قبطانها. أنا أخبرك بأنني قد حبست قسرا في غرفتي، وأطلب أن يعاقب الشخص الذي قام بهذا.» «تقولين إن الآنسة لونجوورث هي الشخص الذي قام بهذا؟» «نعم، هذا ما أقوله.» «والآن، هل تدركين أنك توجهين اتهاما خطيرا لتلك السيدة الشابة؛ وهو اتهام أجده صعب التصديق على نحو ملحوظ؟ هل لي أن أسألك عن السبب وراء اضطرارها إلى فعل ما تقولين إنها قد فعلته؟» «إنها قصة طويلة. وأنا على أتم الاستعداد كي أوضح لك أنها حاولت رشوتي حتى لا أرسل إحدى الرسالتين، وعندما لم تنجح في ذلك، حبستني قسرا في غرفتي؛ حتى لا أتمكن من إرسال تلك الرسالة.»

فكر القبطان فيما قيل له. «ألديك أي دليل على هذه التهمة؟» «إثبات! ماذا تقصد؟ أتشك في كلامي؟» «أنا أقصد تماما ما أقول. هل لديك أي شخص يمكنه إثبات الاتهام الشديد الخطورة الذي توجهينه لها؟» «بالتأكيد لا. ليس لدي دليل. إذا كان هناك شاهد، ما كان الأمر سيحدث. إن كان بإمكاني طلب المساعدة، ما كان هذا سيقع. كيف لي أن أمتلك أي دليل على مثل هذا الانتهاك؟» «إذن، ألا ترين أنه من المستحيل بالنسبة إلي أن أتخذ إجراء فيما يتعلق بكلامك الذي ليس عليه دليل؟ ألا ترين أن الآنسة لونجوورث ستطلب منك تقديم دليل على ما قلته، إذا ما اتخذت خطوات أخرى في هذه المسألة الغريبة؟ وإذا أنكرت قيامها بما قلت إنها قد قامت به، وفشلت في إثبات ادعائك، فيبدو لي أنك ستكونين في موقف صعب للغاية. إنك ستكونين معرضة للمقاضاة بتهمة التشهير. فكري في الأمر بهدوء لبقية اليوم قبل أن تتخذي أي إجراء آخر بشأنه، وأنصحك بشدة بألا تذكري هذا الأمر لأي شخص على متن السفينة. ثم غدا، إذا كنت لا تزالين على رأيك، فتعالي إلي.»

على إثر هذا، تركت السيدة الشابة غرفة القبطان وقابلت فليمنج بالخارج الذي قال لها: «آنسة بروستر، أريد أن أتحدث إليك. لقد كنت فظة جدا معي قبل قليل.» «سيد فليمنج، أنا لا أريد أن أتحدث معك.» «أوه، لا بأس ... لا بأس؛ لكن دعيني أخبرك بالآتي: إنك شابة ذكية للغاية، وقد تسببت في أذيتي بشدة مرة أو مرتين في حياتك. وقد عرفت كل شيء عن هذا الأمر، وهو يعد من أطرف الأشياء التي سمعت بها.»

قالت السيدة الشابة بحدة: «طريف للغاية، أليس كذلك؟» «بالطبع، إنه طريف للغاية؛ لكن عندما يظهر بالتفصيل في الصحف المنافسة لصحيفة «آرجوس»، ربما لن تلاحظي مدى طرافته؛ رغم أن الجميع غيرك في نيويورك سيفعل، وهذه إحدى سبل العزاء.» «ماذا تقصد؟» «أقصد أن أقول يا جيني بروستر إن عليك أن تنسي هذا الأمر إلا إذا أردت أن تبدي حمقاء. لا تدعي أحدا، بحق السماء، يعرف أنك عوملت بالطريقة التي عوملت بها على يد فتاة إنجليزية. خذي بنصيحتي ولا تتحدثي عن هذا الأمر مرة أخرى.» «وما شأنك بهذا الأمر؟» «لا شأن لي به على الإطلاق؛ وهذا هو سبب تدخلي فيه. ألا تعرفيني بالقدر الكافي بحيث تدركين أن لا شيء يسعدني في هذه الدنيا أكثر من تدخلي في شئون الآخرين؟ لقد عرفت كل شيء عن الفتاة التي حبستك، ويا له من فعل شديد الشجاعة ذلك الذي قامت به. لقد رأيت تلك الفتاة على سطح السفينة، وأعجبت بسمتها العام. لقد أعجبت بطريقة مشيها. واستقلاليتها تروق لي. إنها فتاة لن تسبب لأي رجل أي مشكلة إن كان سعيد الحظ بالقدر الكافي واستطاع اكتساب ثقتها. وأنا لست على استعداد لأن أرى هذه الفتاة تتعرض لأي مشكلة على يديك، أتدركين هذا؟!» «وهل لي أن أسأل كيف ستمنع ذلك؟» «هل لك أن تسألي؟ بالطبع، لك هذا. سأخبرك كيف سأمنع هذا. ببساطة بمنعك عن فعل أي شيء آخر في هذا الأمر.» «إذا كنت تعتقد أن بإمكانك فعل هذا، فأنت مخطئ بشدة. أنا سأجعل تلك الفتاة توضع في السجن، إذا كان هناك قانون على الأرض.» «حسنا، أولا: نحن لسنا على الأرض؛ وثانيا: أنت لن تفعلي شيئا من هذا القبيل لأنك إن فعلت، فسوف أذهب إلى مراسلي لندن التابعين لصحف نيويورك الأخرى وأفصح لهم عن قصتك اللعينة كاملة. سأخبرهم كيف أن الآنسة دولي ديمبل الذكية والجميلة، التي خدعت العديد من الأشخاص في حياتها، قد حبست في غرفتها؛ وسأحكي لهم كيف حدث هذا. وسيكونون سعداء للحصول على هذه القصة، كوني واثقة من هذا! سيكون هذا موضوعا مثيرا جدا للقراءة في الصحف المنافسة لصحيفتك في نيويورك في صباح أحد أيام الأحد الرائعة؛ وسيظهر في عمود ونصف، على ما أعتقد. ألن يكون هناك بعض الجدال في صحيفة «آرجوس» عندما يظهر هذا؟! إنه لن يكون بسبب عدم إرسالك للرسالة التي كان من المفترض أن ترسليها، ولكن بسبب غبائك الشديد في نشر هذه القصة وجعل الصحف الأخرى تستغلها. إن أفضل شيء يمكنك فعله - وهو الشيء الوحيد الذي عليك فعله - هو أن تتكتمي قدر الاستطاعة على الأمر. أنا مندهش من أن فتاة ذكية مثلك، يا دولي، تحدث جدلا كبيرا كهذا، عندما يجب أن تكون أول من تحاول إبقاءه سرا.»

فكرت المراسلة الصحفية في هذه الكلمات. «وإذا تكتمت على الأمر، فهل ستفعل أنت الشيء نفسه؟» «بالتأكيد؛ لكن يجب أن تتذكري أنك إن حاولت يوما القيام بإحدى حيلك للحصول على معلومات مني ثانية، فستخرج تلك القصة بالكامل للنور. لا تنسي ذلك.»

قالت الآنسة جيني بروستر: «لن أفعل.»

وفي صباح اليوم التالي، بينما كان القبطان ينتظر بقلق مجيئها إلى غرفته، لم تأت.

الفصل الرابع عشر

في النهاية، يجب الاعتراف بأن جورج ونتوورث كان رجلا ذا شخصية متقلبة بعض الشيء. على مدى آخر يومين أو ثلاثة أيام، كان مكتئبا بشدة مثل رجل يفكر في الانتحار؛ أما الآن، فبينما الجميع حوله كانوا يتساءلون بقلق عما سيحدث للسفينة، صار هو فجأة أكثر الأشخاص تهللا على متن السفينة. أن يكون المرء متقلب المزاج ومضطربا في حالة الخطر الوشيك، فهذا أمر ليس مفاجئا على الإطلاق؛ لكن أن يتهلل المرء فجأة ويدخل في حالة عامة من الابتهاج بعد أن كان يعيش في حالة من الحزن والاكتئاب، فهذا شيء غير معتاد. ظن الناس أنها لا بد أن تكون حالة من الاضطراب العقلي. لقد راقبوا الشاب باهتمام بينما كان يمشي بخطى نشيطة هنا وهناك على سطح السفينة. بين الحين والآخر، كانت ابتسامة مضيئة تنير وجهه، ثم كان يبدو أنه يشعر بالخجل من ملاحظة الناس لشعوره بالفرح الشديد. وعندما يكون بمفرده، كان لديه عادة ضرب فخذه بقوة والانفجار في ضحك طويل ومنخفض النبرة، وليس عالي النبرة وصاخبا. لم يكن أحد أكثر اندهاشا من هذا التغيير من السياسي فليمنج. لقد قابله جورج على سطح السفينة، ولدهشة هذا الرجل الكريم، ضربه برفق على ظهره وقال: «سيدي العزيز، عندما تحدثت إلي قبل بضعة أيام، أخشى أنني رددت عليك ببعض الغلظة. أرجو منك المعذرة. تعال وتناول معي كأسا.»

قال فليمنج بمرح: «أوه، لا عليك، كلنا نمر بحالات حزن قليلة بين الحين والآخر. أنا نفسي أمر بها، عندما يكون الشراب سيئا أو قليلا! قد لا تصدق هذا، لكنني أشعر في بعض الأيام بعدم السعادة. صحيح أن لدي وصفة لرفع المعنويات ثانية، دائما ما أستخدمها. وهذا يذكرني بما قاله حاكم نورث كارولينا لحاكم ساوث كارولينا، هل تتذكره؟»

ناپیژندل شوی مخ