33

امرأة تدخل

تدخل‎ امرأة

ژانرونه

رفعت بصرها من الورقة ثم قالت، بنبرة واثقة ودودة: «ما كنت سأرسل هذا لو ظننت أن الناس في الصحيفة في نيويورك ستكون لديهم الكفاءة الكافية بحيث يكتبونه بأنفسهم؛ لكن حيث إن الصحيفة يحررها رجال أغبياء وليس سيدة ذكية، فعلي أن أجعلهم يدفعون خمسة وعشرين سنتا عن كل كلمة مقابل الترويج لبراعتهم. حسنا، دعني أستمر في القراءة: «عندما نتذكر أن القرار الذي ستتخذه شركة لندن سينديكيت سيعتمد بالكامل على تقرير هذين الخبيرين ...»»

قاطعها ونتوورث في يأس: «ما كنت سأصوغ هذا على هذا النحو.» ثم أضاف: «كنت سأستخدم كلمة «إلى حد كبير» بدلا من «بالكامل».»

قالت الآنسة بروستر باحترام: «أوه، شكرا لك.» ووضعت الورقة على ركبتها وحذفت، بقلمها الرصاص، كلمة «بالكامل» واستبدلت بها عبارة «إلى حد كبير». ثم تابعت القراءة قائلة: «عندما نتذكر أن القرار الذي ستتخذه شركة لندن سينديكيت سيعتمد إلى حد كبير على تقرير هذين الخبيرين، فلكم أن تتخيلوا مدى براعة صحيفتنا في الحصول على هذه المعلومات الحصرية التي سترسل على الفور إلى لندن بالتلغراف.» هذه هي المقدمة، كما تلاحظ؛ وكما قلت، ما كان سيكون من الضروري إرسالها بالتلغراف إذا كانت هناك نساء على رأس الأمور في الصحيفة، وهو ما ليس الحال. ثم تابعت القراءة: «لقد زار السيد جون كينيون، خبير التعدين، كل المناجم الموجودة بطول نهر أوتاوا، ويرى أن المناجم تستحق كل ما قيل عنها؛ لكنه يعتقد أنها لا تعمل على نحو ملائم، وأنها، إذا أديرت على نحو حكيم وتم التعدين فيها على نحو أكثر دقة، فيمكن أن تدر أرباحا جيدة. أما السيد جورج ونتوورث، الذي يعد أحد أهم مراجعي الحسابات في لندن ...»

قال جورج ناخرا: «ما كنت سأقول هذا.» ثم أضاف: «فقط عليك حذف الكلمات الآتية «الذي يعد أحد أهم مراجعي الحسابات في لندن».»

قالت الآنسة بروستر: «حسنا، وماذا علي أن أضع مكانها؟» «ضعي مكانها «الذي يعد أغبى الأغبياء في لندن»!»

ضحكت الآنسة بروستر لقوله هذا. «لا؛ سأستخدم الصياغة الأولى: «إن السيد جورج ونتوورث، الذي يعد أحد أهم مراجعي الحسابات في لندن، قد فحص الحسابات الخاصة بالمناجم المختلفة. وقد توصل إلى بعض الاكتشافات المثيرة. لقد تم ضبط الحسابات بحيث تضلل المستثمرين تماما، وتلك الحقيقة سيكون لها تأثير كبير على رأي شركة لندن سينديكيت. كشفت حسابات المناجم المختلفة عن وجود أرباح بنحو مائتي ألف دولار، في حين أن الحقائق الفعلية للأمر هي أن هناك خسارة سنوية بنحو مائة ألف دولار ...»»

صاح ونتوورث بحدة: «ما هذا؟ ما هذا؟» «دولار، كما تعلم. لقد قلت عشرين ألف جنيه. لقد جعلناها بالدولار، أتصدق ذلك؟»

قال ونتوورث، راجعا لهدوئه ثانية: «أوه.» ««مائة ألف دولار» ... إلى أين وصلت؟ أوه، نعم. «زعم أن خبيرا أمريكيا قد فحص هذه الحسابات قبل السيد ونتوورث، وأنه أكد أنها صحيحة. ستكون هناك حاجة الآن إلى تفسير هذا من قبل هذا الخبير.»»

صاحت السيدة الشابة: «ها أنا قد انتهيت! هذا هو صلب المقال. بالطبع، قد أسهب أكثر قليلا قبل أن نبلغ كوينزتاون حتى أجعلهم يدفعون أكثر. إن الناس لا تقدر الشيء الذي لا يكلفهم الكثير. ما رأيك فيما كتبت؟ هل صغته على نحو صحيح؟»

رد الشاب البائس: «على نحو صحيح تماما.» «أوه، أنا سعيدة للغاية لأنه أعجبك! أحب أن أفعل الأشياء على نحو صحيح.» «أنا لم أقل إنني «أعجبت» به.» «لا، بالطبع، لا يمكن أن يتوقع منك أن تقول ذلك؛ لكنني سعيدة أنك رأيت أنه دقيق. سأضيف ملاحظة مفادها أنك تعتقد أن هذا ملخص جيد لما ورد في تقريرك.»

ناپیژندل شوی مخ