قال ونتوورث: «أعتقد أنني بوجه عام لا أبدو سوى ما أنا عليه بالفعل؛ رجل إنجليزي.»
قالت المرأة الشابة التي تدعي البراءة: «لقد قابلت عددا قليلا جدا من الإنجليز؛ مما يجعلني في الواقع غير قادرة على معرفتهم.» «أعرف أن هناك اعتقادا شائعا بين الأمريكيين بأن الرجل الإنجليزي يسقط حرف الهاء من كلامه، وأنه يمكن التعرف عليه من خلال ذلك.»
ضحكت جيني مرة ثانية، واعتقد جورج ونتوورث أن ضحكتها من أجمل الضحكات التي سمعها في حياته.
لقد كان كينيون المسكين متجاهلا من جانب صديقه طوال العشاء. وقد شعر ببعض الكآبة عندما قدمت أطباق الطعام، وتمنى لو كان معه صحيفة مسائية. وفي تلك الأثناء، كان ونتوورث والفتاة الأنيقة الجالسة بجواره منسجمين معا. وفي نهاية العشاء، بدا أنها تجد بعض الصعوبة في الخروج من كرسيها، وأوضح لها ونتوورث السبيل إلى ذلك، تاركا إياها تنهض بنفسها. وشكرته هي بلطف.
قالت وهي تلتفت للذهاب: «سأصعد على سطح السفينة. إنني شديدة القلق من أن ألقي أول نظرة لي على المحيط بالليل من أعلى سطح سفينة بخارية.»
رد ونتوورث الشاب: «أرجو أن تجعليني أصحبك. إن أسطح السفن زلقة بعض الشيء، وحتى عندما لا يكون هناك تمايل من جانب السفينة، فليس من الأمان تماما لسيدة غير معتادة على حركة السفن أن تسير بمفردها في الظلام.»
ردت الآنسة بروستر بنعومة: «أوه، أشكرك شكرا جزيلا. هذا بالتأكيد لطف كبير منك؛ وإذا وعدتني بألا تدعني أحرمك من متعة تدخين سيجار ما بعد العشاء، فسأكون في منتهى السعادة لاصطحابك إياي على سطح السفينة. سأقابلك بأعلى الدرج في خلال خمس دقائق.»
قال كينيون، بينما المرأة الشابة تتوارى عن الأنظار: «أرى أنكما انسجمتما معا.»
قال ونتوورث: «ما فائدة أن تكون على متن سفينة إذا لم تستغل الفرصة لتكوين معارف؟ إن هناك عدم تقليدية في الحياة على متن السفينة، وهو الأمر الذي له جماله، وذلك كما ستكتشف ربما قبل نهاية الرحلة يا جون.» «إنك فقط تحاول إراحة ضميرك بسبب تجاهلك القاسي لي.»
انتظر جورج ونتوورث بأعلى الدرج لأكثر من خمس دقائق بقليل حتى ظهرت الآنسة بروستر، وهي ملتحفة بعباءة حوافها من الفراء، مما أعطى سحرا إضافيا لبشرتها، التي زاد من جاذبيتها قبعة ثقيلة أنيقة. ذهبا إلى سطح السفينة، ووجدا أن ليس هناك ظلام دامس كما توقعا. لقد كانت هناك كرات صغيرة من الإضاءة الكهربية موضوعة على مسافات منتظمة على أسوار السطح. وكان يوجد فوقهما نوع من السقف المصنوع من قماش القنب، الذي كانت تتدفق عليه الأمطار الثلجية. أحد البحارة، الذي كان معه ممسحة مطاطية، كان يدفع إلى فتحة الصرف الموجودة بجانب السفينة الماء الموجود على السطح. كان الليل حالك السواد في كل ما حول السفينة، فيما عدا في بعض الأحيان حين كانت تظهر موجة كبيرة بيضاء لامعة للحظات.
ناپیژندل شوی مخ