قيل لهم: من هاهنا غلطتم. إن الفرائض كلها على مثل ما أخبرناكم، تنزل الآية في الشيء بعينه حتى تؤدى تلك الفريضة ( في كل زمان على مثل الخبر الذي أنزل الله في الشيء بعينه، حتى تؤدى تلك الفريضة ) على تلك الجهة وإنما عبنا على من قال بخلافنا أنهم غيروا الفريضة عن جهتها، فجعلوها مرة نصا في رجل بعينه، ومرة شورى، ومرة بين ستة. وإنا قلنا نحن: لا تكون إلا على هيئة واحدة. ألا ترى أن صلاة الظهر نزلت في يوم من الأيام جمعة أو سبتا أو أحدا أو غير ذلك من الأيام مسمى باسم، ثم هي في الأيام كلها على هيئة واحدة لا تغير.
وكذلك قلنا في رجل بعينه في ذلك الزمان ثم في كل زمان في رجل واحد، ولو كانت الأسماء مختلفة والقرابة والتقى والفضل واحد، فهذا قياس ما قلنا، فافهموا مغاليط أهل الخلاف. وكذلك على الناس أن يؤدوا جميع الفرائض على مثل هذا القياس. وكذلك الإمامة في أبر الخلق وأتقاهم، وأن يؤدوا هذه الفريضة حيث أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قالوا: فقد زعمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصه بعينه، كذلك قلنا: نحن بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين لنا صفته. فوجدنا أبا بكر في تلك الصفة، فلم عبتم علينا ؟!
مخ ۱۰۵