366

امامت په د کتاب او سنتو پوهه کې

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

والجواب: أن هذا حديث صحيح أخرجاه في الصحيحين من حديث البراء بن عازب، لما تنازع علي وجعفر وزيد في ابنة حمزة فقضي بها لخالتها، وكانت تحت جعفر، وقال لعلي: ”أنت مني وأنا منك“(1) . وقال لجعفر: ”أشبهت خلقي وخلقي“. وقال لزيد: ”أنت أخونا ومولانا“.

لكن هذا اللفظ قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم لطائفة من أصحابه، كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلت نفقة عيالهم في المدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد، ثم قسموه بينهم بالسوية. هم مني وأنا منهم“(1).

وكذلك قال عن جليبيب: ”هو مني وأنا منه“ فروى مسلم في صحيحه(2) عن أبي برزة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مغزة له. فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: ”هل تفقدون من أحد“؟ قالوا: نعم، فلانا وفلانا. ثم قال: ”هل تفقدون من أحد“؟ قالوا: نعم، فلانا وفلانا وفلانا. ثم قال: ”هل تفقدون من أحد“؟ قالوا: لا. قال: ”لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه“ فطلبوه في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال: ”قتل سبعة ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه“ قال: فوضعه علي على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فحفر له فوضع في قبره، ولم يذكر غسلا.

فتبين أن قوله لعلي: ”أنت مني وأنا منك“ ليس من خصائصه، بل قال ذلك للأشعريين، وقاله لجليبيب. وإذا لم يكن من خصائصه، بل قد شاركه في ذلك غيره من هو دون الخلفاء الثلاثة في الفضيلة، لم يكن دالا على الأفضلية ولا على الإمامة.

الفصل التاسع عشر

مخ ۱۱۱