299

امامت په د کتاب او سنتو پوهه کې

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

الوجه الخامس: أن ترك الاستخلاف بعد مماته كان أولى من الاستخلاف، كما اختاره الله لنبيه، فإنه لا يختار له إلا أفضل الأمور. وذلك لأنه: إما أن يقال: يجب أن لا يستخلف في حياته من ليس بمعصوم، وكان يصدر من بعض نوابه أمور منكرة فينكرها عليهم، ويعزل من يعزل منهم. كما استعمل خالد بن الوليد على قتال بني جذيمة فقتلهم، فوداهم النبي صلى الله عليه وسلم بنصف دياتهم، وأرسل علي بن أبي طالب فضمن لهم حتى مبلغة الكلب، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء وقال: ”اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد“.

واختصم خالد وعبد الرحمن بن عوف حتى قال صلى الله عليه وسلم: ”لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه“ ولكن مع هذا لم يعزل النبي صلى الله عليه وسلم خالدا.

واستعمل الوليد بن عقبة على صدقات قوم، فرجع فأخبره أن القوم امتنعوا وحاربوا، فأراد غزوهم، فأنزل الله تعالى: { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة } [الحجرات: 6].

وولى سعد بن عبادة يوم الفتح، فلما بلغه أن سعدا قال:

اليوم يوم الملحمة اليوم تستباح الحرمة

عزله، وولى ابنه قيسا، وأرسل بعمامته علامة على عزله، ليعلم سعد أن ذلك أمر من النبي صلى الله عليه وسلم.

مخ ۴۱