الإمامة
إن المسلمين على مذاهب في الإمامة بعد أن أجمعوا على وجوبها ، باعتبار أن الإمام هو الجامع لشتاتها ، والهادي لضلالها ، والناهض بها لنشر أعلام الشريعة ، وبث روح تعاليمها الحية.
ومن سياسة صاحب الشريعة وبدائع حكمة أمره بمعرفة الإمام ، حتى أنه جعل « من مات ولم يعرف إمام زمانه ميتا على الجاهلية » (1)، كأن لم يدخل في ربقة الاسلام.
فهذا الفرض لو عمل به المسلمون ، وقاموا بما يحتمه الواجب من معرفته والاستماع لقوله بعد الوصول إليه لأصبحوا جيشا واحدا وقائدهم الإمام ، فلا يبقى عند ذاك امرؤ مسلم يجعل أحكام الدين ، أو يعلمها ولا يعمل بها ، ولا يبقى بلد في العالم لا تخفق عليه بنود الاسلام.
كانت الخلافة والإمامة ميدانا للسباق ، لا يقبض على ناصيتها إلا من حاز قصب السبق ، ولو بالدماء المراقة ، والحرمات المنتهكة ، بل حتى لو كان الخليفة نفسه بعد استلامه زمام الحكم ما جنا خليعا لا يبالي بما فعل.
مخ ۶۴