أن يلوث نفسه الطاهرة بدعوى الامامة ، وإنما ادعتها له بعض الناس بعد وفاته فعرفوا بالزيدية لتلك المقالة.
والزيدية فرق يجمعها القول : بأن الامامة في أولاد فاطمة عليها السلام ولم يجوزوا ثبوت إمامة في غيرهم ، إلا أنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي عالم زاهد شجاع سخي خرج بالسيف إماما واجب الطاعة سواء كان من أولاد الحسن عليه السلام أو من أولاد الحسين عليه السلام ، ومن ثم قالت طائفة منهم بإمامة محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام (1) أحسب أن اشتراط الامامة في بني فاطمة إنما كان منهم فيمن يكون إماما بعد زيد ، لأن بعض الفرق منهم رأت ثبوت الامامة للشيخين كما ستعرف.
البترية :
فمن فرق الزيدية ( البترية ) وهم أصحاب كثير النواء ، والحسن بن صالح بن حي ، وسالم بن أبي حفصة ، والحكم بن عيينة ، وسلمة بن كهيل ، وأبي المقدام ثابت الحداد ، وهم الذين دعوا إلى ولاية علي عليه السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر وأثبتوا لهما الامامة ، وطعنوا في عثمان وطلحة والزبير وعائشة. وقيل : سموا بالبترية لأن زيد بن علي قال لهم عند ما أخذوا يذكرون معتقداتهم : بترتم أمرنا بتركم الله ، وقيل : سموا بذلك لأنهم منسوبون إلى كثير النواء وكان أبتر اليد (2).
ولو صحت هذه النسبة لكان الأصح فيها أن يقال الأبترية لا البترية.
مخ ۵۰