الكولوفوني. وكان هذا قرب نهاية القرن السادس ق.م.، بينما ظهرت الأسماء: الإلياذة والأوديسة، لأول مرة في تاريخ هيرودوت
Herodotus ، أي في النصف الثاني من القرن التالي (486ق.م.). ورغم مجيء اسم هوميروس متأخرا في الأدب الباقي، فلم يبد أي كاتب إغريقي قديم أي شك في وجود شاعر حقيقي، أو في أن ذلك الشاعر هو مؤلف الإلياذة والأوديسة. لقد آمن بوجود هوميروس جميع الأغارقة القدماء كقضية مسلمة، مثل وجود جبالهم ومجاري مياههم، حتى ليبدو أنهم لم يشعروا بأي غموض فيما يختص به. ومن النادر جدا، أن خامرهم أي شك أو تخمين حول عصره وموطنه وعبقريته. كما أن هوميروس نفسه لم يذكر اسمه ولا المكان الذي ولد فيه، ولا أية معلومات حول نفسه أو عن مؤلفاته، وقد أدى عدم وجود أوصاف محلية أكيدة ومحددة عن مسقط رأسه، والشهرة العظيمة التي تحظى بها أشعاره، إلى أن ادعت مدن كثيرة أنه من أبنائها. ومن بين شتى المدن التي ادعت لنفسها هذا الشرف، أزمير التي اعترف لها به كثير من البلاد؛ إذ يبدو أن أول معرفة لقصائده تمركزت في تلك المدينة، وقد أطلق على هوميروس اسم آخر هو ميليسجينيس
Melesigeness . ومن الجلي أنه اسم مشتق من اسم نهر ميليس
Meles
الذي يجري في أزمير حيث يقال إن مولده كان على ضفتي النهر. ومما يؤسف له أنه سمي بالاسم ماكونيديس
Maconides
المشتق من ماكونيا
Maconia
وهو الاسم القديم للوديا
Lydia . وهناك نزاع حول تاريخ ميلاده، ولكن تبعا لهيرودوت، هو سنة 830ق.م. ورغم كل هذا، يشك العلماء المحدثون في وجود هوميروس وأنكروه تماما. كما يقولون: إن الإلياذة والأوديسة من نظم عدة شعراء، وكذلك يقولون إن اسمه مكون من
ناپیژندل شوی مخ