زعموا بأن الصقر صادف مرة
عصفور بر ساقه التقدير
فتكلم العصفور تحت جناحه
والصقر منقض عليه يطير
إني لمثلك ما أتمم لقمة
ولئن شويت فإنني لحقير
فتهاون الطير المدل بصيده
كرما وأفلت ذلك العصفور
فعفا المأمون عنه.
وأما الأموال التي كان يستدرها الشعراء بشعرهم فمما يفوق التصور، وهم وإن كانوا يجازون بها أحيانا محاذرة من هجوهم، وإلجاما لألسنتهم، فكثيرا ما كانوا ينالونها بما أطربوا، وأرقصوا، وخلبوا العقول. ذكروا أن ابن باجة التجيبي آخر فلاسفة الإسلام بالأندلس أنشد أبا بكر الصحراوي صاحب سرقسطة موشحا في مدحه، فأطربه حتى كاد يفقده الرشد فما بلغ قوله:
ناپیژندل شوی مخ