يال الحد لله على ما أسبغ من غطانه حمد عبد شاكير لآلاته متدع للزيد من نعمائه وملى اقه على محمد خاتم انيائه المشفع لأمته يوم لقائه وعلى ا على وصيه والأتمة من آله اصفيائه ، قال قاصى القضاة عبد العزيز ابن محمد بن النعمان رويت هذا الكتاب وهو (اختلاف أصول المذاهب والر لى من خالف الحق فيها) عن أبي القاضى محمد بن النعمان رضى الله عنه وأرضاه . ورواه أني عن أيه القاضى النعمان بن محمد بن منضور بن أحمد بن حيون التميمى رعى الله عنه وأرضاء وأكرم منقلبه ومثواه مصنف هذا الكتاب بعد عرضه إياء على مولانا وسيدنا الامام المعرر لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين والأنمة من ولده الأكرمين وإجازته له وكان تصنيفه وروايته (67) له ولولده من بعده بعد عرض كل راو منهم له على إمام زمانه واستيذانه إياه فى روايته عنه ، وإجازة مولانا العتيز بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه لوالدى محمد بن النعمان رضى الله عنه قاضيه إجازة ثانية فعرضت ذلك على مو لانا الامام الحاك بأس الله إمام العصر فأجاز لى روايته عنه وأطلق لى إملاءه على عبيده ووقع على ظهره توقعا معظما بخط يده العالية ! «أجرنا سماع هذا الكتاب وإملاءه لقاضيا عد العزيز بن محمد بن النعمان ، - والحد لله رب العالمين ب يل الحدقه الذي أنزل الكتاب على عبده محمدن1 البشير النذير وجعله كما قال عر وجل : شغاء لما في الصدور2، ونورا3، وضيا.
للومنين: وتبياناه لكل شيء وهدي تورحمة توبشري للسسلميين وعلى الله على مخمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى الأنمة من طريت الابرار الطاهرين .
أما بعد ، فإنى رأيت أهل القبلة بعد إتفاقهم على ظاهر نص القرآن وتصديق الرسول (35) قد اختلفوا فى الفتيا فى كثير من الفروح وفى بعض الأصول وفى وخجوو كثيرة من التأويل ، وذهبوا فى ذلك مداهب وتفرقوا فرقا وتحزبوا احزابا بعد أن سمعوا قول الله عر وجل وتلوه (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه9 ، وما تفترق الذين اوثوا الكتاب إلا من بعثد ما جا ، تهم البينة)1 وقوله عنز وجل : (إن الدين عثد الله الاسنلام وما اختلف الذين اوثوا2 الكثاب إلا من بعند ما جاءمم العلر بغيا يينهم23 وقوله : ( افلا يتدبرون القترآن أم على قلوبر اقفالبا4 ؛ ولئو كان من عنثد غثير الله لوجدوا فيه اخثتلافا كثيرا]* فذم جل ثناؤه التفريق والاختلاف ، ودعى إلى الاجتماع والاثتلاف ، وأمر بذلك ، وحض عليه ، ورغب في إقامة الدين ، ونهى عن التفريق فيه ؛ وقد رأيت، وبالله أستعين، وعليه أتوكل، وعلى تائيد وليه وإرشاده ومواده أعول ويياء لفاقتى أسترشد وأستعد، ومن زواخر بحيره اغترف واستمد ، بأن أبسط هذا الكتاب وابتدىء فيه 6 بعلة اختلافهم والذى دعاهم إليه وحملهم عليه وسببهم (اك) فيه وأتلوا ذلك بذكر جملة قولهم ، وما اصلوه لأنفسهم ويان فساده عليهم وأشفعه بذكر مذهب أهل الحق فيما اختلفوا فيه وإيضاحه ويانه والشوامد له والدلائل عليه ثم أذكر بعد ذلك قول كل فرقة واحتجاجها بما قالته ، والرد عليها فيما فارقت فيه الحق بما انتحلته وقول أهل الحق فى ذلك بحسب ما أخذناه عن أنمتنا عليهم السلام رجاء ثواب الخدمة فى ذلك والعناية بأسبابه فأما البرهان فلاولياء الله المفيدين له والفاتحين لابوابه .
مخ ۲
(الجنء الأول) (1) ذكر علة الاختلدف قصدت فى هذا الكتاب قصد الاختصار ، وحذفت منه الأاسانيد والتكرار ليخف على قاريه ومتأمل ما فه ؛ واقتصرت عن الأاخبار عى ما كان منها مشهور ا ومعروفا مأثورا ؛ فمين ذلك ما يدخل قى هذا الياب الحديث اللأثور عن على صلوات الله عليه أنه قال : وقد رأى اختلاف الناس بعد رسول القه صلى الله عليه وآله ،: «أما لو ثنيت لى وسادة وجلست للناس لقضيت بين أهل القرآن بالقرآن ، وبين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الانجيل (5) بالانجيل ، ولما اختلف إننان فى حكم من أحكام الدين ، والحديث المأثور عن رسولر الله صلى الله عليه وآله : «أقضاكم على ، وأنه بعثه إلى اليمن فقالء يا رسول الله بعثتنى إلى قوم.
ذوى أسنان وأنا حديث السبن ولا علم لى بالقضاء ، فضرب يده عل صدره وقال «اللهم فقه في الدين وأهده إلى الحق المبين، فقال على صلوات الله عليه «فما أشكل على بعدها قضاء بين إثنين ، .
والقضاء يجمع جميع ما يحتاج الناس إليه من علم حلال الله وحرامه وفرأضه وأحكامه. فمن شهد له الرسول بعله ، ودعا له به، وجب على
مخ ۳
الناس التسليم إليه فيه ؛ فقد كان مقة حيوته بعد رسول الله صلى اللهعليه وآله، يحتاج إليه فيه من تولاه من قباه ويسأله، ولم يحتج هو في ذلك إلى أحدر قط » ولا يسأله ، وذلك بعض ما نقمه عليه مت تعود أن يسأل ويرد الناس إليه فيما اختلفوا فيه ؛ ومن ذلك الحديث المأثور عنه أنه كان كثيرا ما يقول : «سلوف6 قبل أن تفقدون، وقال «ما دخل عيني غمض ولا رأسى نوم أيام حياق («8) مع رسول الله صل الله عليه وآله يوما من الأيام حتى علبت فى ذلك اليوم ما نزل الله به جبرئيل عليه السلام من حلال وحرام ، أو سنة ؛ أو كتاب ؛ فاسألونى فإنكم لن تجدوا أحدا أعلم بما بين اللوحين مستى ؛ وما فى القرآن آية إلا وقد علت متى نزلت وفيما نتزلت، والأخار بمثل هذا تخرج من حد هذا الكتاب وقد سئل أبو عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن علة اختلافر الناس بعد رسولن الله صل الله عليه وآله ما كانت وكيف سببها ؛ فقال للسائل «هل كانوا اختلفوا فى حياة رسول الته صل الله عليه وآله2 ، قال : وكف يختلفون ورسول الله صلى الله عليه وآله معهم يبين لهم ما اختلفوا فيه فيرجعون إليه ، قال وصدقت وكذلك لو ولى الأم من بعده من يعلم ما يأل عنه ، فإذا سألوه أجابهم ما اختلفوا ، ولكن ولى الأمر من لم يعلم كلما ورد عليه فيسأل الناس عن كثير نما لم يعله فاختلفوا عليه فيه ، فكان الاختلاف من
مخ ۴
أجل ذلك، ولو سلموا لول الأمر وأخذوا عنه لما اختلف منهم إثنان ف دين الله (95) عز وجل كما لم يختلفوا فى حياة رسول الله صلى الله عليه وأله فهذا مما روى فى الاختلاف فى بدء الأمر ؛ فمتا ما كان بعد ذلك فإنه ولي أمور الناس من بنى أمية وبنى العباس من لا علم له بحلال القه، ولا بحرامه ، ولا همة له، ولا بغية في إقامة ذلك ، وإنما كان إبتغاؤهم وهتهم طلب حطام الدنا، فلما ظفروا به أقبلوا عليه، وأعرضوا عتا سواه، وسلموا أمر الدين للتفقهين من العوام بزعمهم ، فكان ذلك ما أرضوهم يه واستمالوا هم بسببه إلى بغيتهم يعلى ما لا يعلمونه فيهم ، وخلوا أنفهم، وثنافوا في رياستهم ، وكثروا وتشعبت بهم الأهواء. وخالفت بينهم الأراء الما اعرض عنهم الأمراء يخلافا لأصل الشريعة وما تعبد الله القائمين بها من إقامة الدين والذب عن حريمه(وجماد من خالفع ؛ وكان أول من ظاهر بذلك وقام به خطيا من بني أمية ، بعد الذي أخذه الناس على عثمان ما أحدثه، معاوية بن أبي سفيان؛ قام خطيبا فى أول ما بويع فمد الله وأثنى عليه وذكر رسول الله صل الله عليه (95) وآله بما أكرمه الله عر وجل به وذكر أبا بكر وعمر وعثمان ثم قال : «ألا وإنى قد وليت الأمر من بعدهم على ما رأيتم من الاختلاف ، ولم ال أن أصبت من الدنا ولم تأل أن أصابت منى وأمكتتنى من نفسها فبركت بكلكلى عليها ، فانا إبنها وهي أى ، وستجدوفى خيرا تمن يأقى من بعدى كما أنا أشر تمن كان قبل، أحلم عن جهلكم، وأصفح عن زللكم، وأترككم وما تختارونه من أمور دينكم لأنفسكم، فرحم الله إمراء كفيته نفى فكفان نفسه ، وطلب الأامر منى من وجهه فأنى ممكنه منصفهء ثم شكى وجعا يجده برجله ، واستأذنهم فى الجلوس فأونوا له ، خلس نفطجهم وكان أول من ابتوع الخطية جالا فكان كما قال وشهد على نغسه انه من1 أشر الناس وكان كما ذكر من أتى من بعده من بنى أمية شرا منه ؛ ثم صار الأمر إلى بنى العباس فسلكوا في الاعراض عت المختلفين فى الدين فى أيامهم وإقبالهم على الدنيا بأجمعهم سبيل ما سلكوا بنو أمية من (55) لهم ، وخوطب6 فى ذلك أولهم وأمثلهم فيهم فقال بما أشار إليه خاصته منه : «دعر الناس وما فصدوه من أمر دينهم يدعوا لكم ما قصدتم له من أمير دنياكم ، فانفرد المتغلبون الذين تصدذالله ومن جلسوا مجالسهم باقامة الدين بدنياهم، وتركوا أمر الدين إلى من بايع لهم ، وسلم لأمرهم وتولآهم ، وتسموا4 بالعلباء والفقهاء لهم وتنافسوا فى المراتب ، فكثروا وترأسوا فى الناس . واختلفوا إذ مجزوا عن علم الكتاب والسنة، فاستنبطوا أحكاما من ذات أنفسهم للامة ، لما أنقوا من رد ما اختلفوا إلى من أمرم الله عز وجل بالرد إليه ، حرصا على رياستهم ولأن لا ينسب العجز عند من ترائسو عليه إليهم فعدلوا عنهم .
فهذا جلة من القول فى سبب اختلافهم إلى ب أن قام مهدى الأمة
مخ ۶
من أهل يت نبي الله أهل يت الرحة الذي جاءت الأخبار عن رسول الله صل الله عليه1 وعلى آله بالبشرى بقيامه ، وذكير ما يكون من اقامة دين الله على يديه وق أيامه ، ما يطول ويخرج عن حد هذا الكتاب . منها قوله (41) صل الله عليه وآله : «المهدي من ولدى محى مني ومتمم أمرى وطالب ثأر أهل بيق ، يملا الأرض عدلا كما ملدت جورا وظلا ، . فقام المهدى صلى الله عليه وسلم فأحيى السنن ، وأمات البدع ، واسكت المبطلين المختلفين فى الدين ، فأقام مناره» ونصب أعلامه ، وشرع شرائعه، وقوم أحكامه ، وحمل الأمة على منهاجه ، وقطع الاحداث والبدع منه والاختلاف فيه والتغاير . ولقد دس إليه بعض الملحدين رقعة كالمتصح له من غير أن يظهر له نفسه تقول : «لو أن أمير المؤمنين أخذ العامة بمذهب زيدر الذي أكثرهم يذهبونه إليه فى المواريث لدفع إلى يت المال من ذلك مالا عظيما ، . فلما وتف على قوله إستثاط غيظا عظيما وأمر بطله والفحص عنه ليعاقه عقوبة مثله فلم يوجد وخنى أمره إذ لم يكن يسدى نفسه وإنما دس رقعته. وقال المهدي صلى الله عليه : «أراد هذا الفاسق أن يرى الناس إنا خالفنا حك الله بعرض من أعراض الدنيا . انما تعبدنا الله عز وجل بإقامة دينه ، والحكم بالحق بين (5ن)) عباده ، ولم يقمنا 6 للجمع من حطام الدنيا من غير
مخ ۷
حله ووجهه، وبذلنا أنفسنا ومهجنا في ذاته لنقيم دينه، ونظهر حقه، وتنحيى سنة جدنا نبيه صل الله علي وعلى آله.. وأمر عليه السلام بان لا يلتق إثنان على مفاوضة فى حلال ولا حرام إلا ما أقامه من مذهب الحق على كتاب الله عر وجل وسنة نبيو محمد صل الله عليه وآله وتابعه على ذلك أمراء المؤمنين من ولده صلوات الله عليه ؛ فأخذوا الناس به من بعده ، فعاد1 الدين على إتدائه ، واتظم فى نظام أوليائه ، وظهر تأويل حديد الرسول صلى الله عليه وآله . وقد ذكر المهدى فقال : «هو من ولد هذاء وأوى إلى الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ثم قال: دبنا فتح الله الدين وبنا يختمه ، ، كالذى روى عنه صل الله عليه أنه قال : دبدأ الدين غريا، وسيعود غريا كما بدأ، فطوب يومثذر للغرباء، ، فى أخبار طويلت وأحاديشر كثيرقر من مثل هذا تركناما اختصار!
(2) ذكر عملة قول المختلفين فى احكام الديت أجمع المفسوبون إلى الفقه من العامة أن ما كان من الأحكام (نان) وعلم الحلال والحرام ظاهرا فى نص القرآن . وجب الحكم والعمل به ، وأن ما ثم يوجد بزعمهم من ذلك فى القرآن التمس فى سننة الرسول صل الله عليه وعلى آله . فإن وجد في السينة أخذ به ولم يتعد إلى غيره.
وقال كثير منهم : «وما لم يكن من ذلك فى كتاب الله جل ذكرد ولا
مخ ۸
في سنة رسول الله صل الله عليه وعلى آله ، نظرناه1 فى قولد العحابة فان أصبناهم قد قالوء وأجمعوا عليه أخذنا به ، وإن أصبناهم اختلفوا فيه تخيرنا قول من يشئا منهم فقلنا به ،.
وقال بعضهم : «ومن أصبناه قال به منهم ، لم نخرج عن قوله وما لم تجده فى كتاب الله ولا فى سنة رسول الله صل الله عليه وعلى آله ولا في قول أحدر من الصحابة ، نظرنا فإن كان تما اجتمع العلاء عليه قلنا ب ، ولم تخرج عن إخماعهم فيه ، وسئكر قول كل فريق منهم فى هذا الكتاب عند ذكر مقالتهم والرد علهم . ثم اختلفوا فيما ليس فى كتاب الله بوعمهم ، ولا في سنة نبيهم بقولهم، ولا فى قول الصحابة ولا في إجاع العلماء من بعدهم . فقال قرم3 منهم ف ذلك بقليد أسلافهم وطاعة ساداتهم وكبرائهم . وقالوا : (25) دعم أعلم منا بوجه الحق . قما قالوه قلنا به ، واتبعناهم فيه ولم نخالفهم ، وقلدناهم ما تقلدوه ، وسلناهم فيما قالوه،.
واختلفوا فيمن قلدوه . فذهب كل فريق منهم إلى قول قائل ممن تقدمهم ، فقالوا بقوله ، وأحكوا ما أحله لهم ، وحرموا ما حرمه عليهم، وأقاموا قوله حجة عندهم، وأعرضوا عن قول من خالفه ممن
مخ ۹
قلده واتبعه غيرهم. وخطأ بعضهم بعضا وكفر قوم منهم قوما تمن خالفهم . وفارقهم آخرون ، فانكروا التقليد ، وذهبوا فيما جهلوه مذاهب الذين قلدهم الآخرون فى الاستنباط . وقالوا : دلنا أن نستنبط كما استنبطوه ولا نقلدهمء . فقال بعضهم بالقياس ، وقال آخرون بالرأى والإجتهاد، وقال آخرون يالاستحسان ، وقال الآخرون بالنظر ، وقال آخرون بالاستدلال . وهذه ألقاب لقبوا بها مذاهبهم لينسبوها إلى الحق بزعمهم .
وكلها يرجع إلى أصل واحدر، ويجمعها معنى فاسدر وهو إتباع الهوى والظن الذين أحذر الله عز وجل منهما ، وعاب من اتبعهما . فقال جل من قائل : (ومن أضل (25) يمن اتبع هواه بغير مكي من الله 13 وقال : (إن تتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شئئا) 6 وقال : (يا داود إنا جعلناكة خليفة في الأرض فاحككم بئين الناسر بالخق ولا تتبع الهوى فيصلك عن سبيل الله ] 6 وقال : (وان احكم يننهم بما انزل الله ولا تتبع اهثواءهم ]9 . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «إتبعوا ولا تبتدعوا، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى
مخ ۱۰
النارء1 . فاتبع مزلاء أهواءهم بغير هدى من الله ، وأحدثوا أحكاما من قبل أنفسهم فى دين الله، وخالفوا كتاب الله جل ذكره وقول رسول الله صلى الله عليه وآله . وسوف أذكر القول فى خطائهم والحجة عليهم إنشاء الله فى الاب الذي يتلوه هذا الكتاب بتمامه (3) ذكر الرد على المختلفين فى أحكام الدين القانلين فيما اختلفوا فيه بأرأهم وأهوائه اما ما زعموه من أن فى حلال الله وحرامد ، وقايا ديه وأحكامه، ما ليس فى كتاب الله ولا في سنة رسوله (55) صل الله عليه وآله، وانهم ينتنطونه حلالا وحراما وقضايا وأحكاما ليست في، كتاب الله ولا في سنق رسوله علم ، من قبل أنفسهم ، فيكون الحلال من ذلك ما أحكوه، والحرام ما حرموه، والقضايا والحكم ما حكوا به وقنوه .
فان فاد قولهم هذا فى الأومام والعقول عند التميز والتحصيل أوضح من أن يحتج عليه بحجة أو يستدل عليه بدليل ولكن لا بد من أن تكلم فى ذلك ونقول : فاما ما زعموه أن من حلال الله وحرامه، وقضايا دينه وأحكامه ، ما ليس فى كتاب الله جل ذكره ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وآله ، نقول بكذبه ؛ الكتاب والسنة اللذان تعد الله العياد باتاعيا وتهاهم عن خلافهما . قال الله جل ذكره : (ما فترطنا في الكتاب من شيع] قال لرسوله صل الله عليه (ونرلنا عليك الكتاب
مخ ۱۱
ريا نبيانا لكل كيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين 3 نأخبر جل ذكره انه بين كل شيء فى كتابه ، وانه لم يفرط فيه من شيء جل ثناؤه ، فدل ذلك من قوله على أن كل شيز تعبد خلقه بمعرفته من حلاله وحرامه وقنايا دينه وأحكامه ، قد اشتمل عليه كتابه وأبانه . ولا يقع إسم البيان إلا على ما كان واضا مكشوفا وبينا معروفا (35) غير ذى قياس ولا رأى ولا اجتهار ولا استحسان ولا نظر ولا استدلال، كما زعم من قال بهذا المقال . فان سألونا عن ذلك كف هووأين بيانه فى القرآن قلنا فى قول الله جل ذكره لمحمدر نبيه صل الله عليه (وانركنا إليك الذكر كتبين للناس ما نزل إلسيهم0)6 وقوله : ( ما آتاكم الترسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتبوا)6 وقوله: (ولؤ ردوه إلى الترسول وإلى أولى ألآمشر مثهم لعلمه الذين يستذبطونه منهم)9 وقوله: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامشر منكم]٥ وقوله: ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممنت عليكم نعمتي ورضيت لكم الارسلام دينا)6.
مخ ۱۲
فما أبانه الله عز وجل فى ظاهر كتابه وأوضه لعباده فقد أغناهم به عن بيان غيره ، وما أحوجهم فيه إلى بيان الرسول وجب عليهم رده إليه كما أمر جل ذكره لذلك من كان في عصره ، وما أشكل على من بعده وجب عليهم رده إلى أولى الأمركما أمرهم جل ذكره . وسنذكر البيان على أولى الامر منهم فى الباب الذى يتلو هذا الباب كما شرطت فى أول الكتاب .
وكان يان الزسول ويان (5) أولى الأمر داخلا فى حكم الكتاب إذ كان الكتاب أوجب ذلك ، ونطق به ، ودل عليه ؛ فصار جميع الجلال ، والحرام ، والقضايا ، والأحكام ، والفرائض ، وجميع ما تعبد الله العباد به ، بهذا القول مثبيا في الكتاب بهذا المعنى ، واضا بينا ، غير مشكل ولا مقفل، ولا يحتاج إلى القياس عليه ، ولا الاستدلال فيه ، ولا الرأى ، ولا الاجتهاد ، ولا الاستحسان ، ولا النظر ، كما زعم هؤلاء المختلفون .
وإما ما أوجبوه لأنفسهم من الحكم فى دين الله وأحكامه ، وحلال الله وحرامه، بقياسهم، وآرائهم، واجتهادهم، واستحسانهم ، ونظرهم .
واستدلالهم بزعمهم ، فذلك يخالف قول الله جل ذكره . لأنه يقول لا شريك ل لنبيه محمدر صل الله عليه وآله : (إنا انزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بيين الناس بما اراك الله)1 ولم يقل بما رأيته، ولا بما استحسنته، ولا بما قست عليه، ولا بما نظرت فيه ، ولا يما
مخ ۱۳
استدللت عليه ، ولا بما اجتهدت فيه . فأوجب هؤلاء لأ نفسهم ما لم يوجه الله عتر وجل لرسوله صل الله (84) عليه وآله . وقال له : (قل ... إن اتبع إلا ما يوحى إلى]1 ، فقال : ( والنجثم إذا هوى ما عنل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى) 2، وقال : (قل إن عنللت فا نما اضل على نفى وإن اهتديت فبما ينوحى إلى ربى 4 ؛ ولم يقل بما رأيته واستنبطته لنفسى، وقال : ( إتبعوا ما أنيزل ألينكم من تبكم)4 وقال : (وهذا كتاب انرلناد مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم تثرحمون)5 وقال : ( وان احكم يننهم بما انزل الله]6 وقال : (ومن لم يحكم بما انرل الله» فأولئك ثم الكافرون]8 (ومن لم يحكم يعما انول الله فأولئك هم الظالمون9) وقال : (ومن لم يحكم يبما انزل
مخ ۱۴
الله فأ وليك ممم الغاسقون)1 وقال : (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بنين الناس بالحق ولا تشبع المصوى فيضلك عن سبيل الله 24 وقال : ( إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شئتا)2 وقال : (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من تربهم المدى) وسيل رسول الله صل الله عليه وآله (4115) عن كثير من الأشياء ما لم يمت الله عبز وجل أنزل عليه فيها شيئا فتوقف عن الجواب فيها ، ولم يقل فيها برأيه ، ولا بقياسه ، ولا بشيء ما قال مؤلاء، حتى أنزل الله عر وجل عليو جواب ما سسئل عنه . فلو جاز الجواب لأحد بغير ما في الكتاب لجاز له صل الله عليه ، لأنه كان أصح خلق الله تميزا ، وأصدق ظيا، وأجود رأيا وقياسا واستحسانا واستدلالا .
قال الله جل ذك ( ويشسألونك* عن المحيض قل مو اذى فاعنتزلوا النساء في المحيض ، ويسألونك عن الثروح قل الروح منء اشر ربى1 ، ويسنألونك ماذا يثفقون قل العفو"، ويستألونك عن اليتامى قل إصنلاح لهم خثير ، يثألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال رف كبير وصد عن سبيل الله وكغر بؤ) فى كثير مما أخبر عز وجل أنهم سألوا عنه رسول الله صل الله عليه وآله فلم يجبهم فيه بشىء حتى أنزل الله عر وجل جواب ما سالوا عنه .
وقد أخبر الله عز وجل بأنه أكمل دينه فكيف يزعم هؤلاء أنه لم يكله حتى أكلوه وزعموا أن الله عز وجل لم يعد نبيه (174) إلى الناس بكل ما يحتاجون إليه، وأن كتابه عر وجل قد فرط فيه حتى أتموا هم ذلك وأكلوه وأتوا الناس بما احتاجوا إليه ، ورسول الله صلى الله عليه يقول : «اتبعوا ولا تبنندعوا قكل بدعة ضلالة، وكل خلالة فى النارء . هذا مع الحديث المشهور الذى رواه عنه على صلوات الله عليه الذي يؤيد ما ذكرناه أن كتاب الله عر وجل جامع بكل ما يحتاج إليه . رواه الحارث الأعور عنه قال الحارث : ددخلح المسجد فاذا الناس قد وقعوا في الاحاديث فأتيت عليا صلوات الله عليه وعلى عترته فقلت: يا أمير المؤمنين إن الناس قد وقعواء فى الأاحاديث . فقال : وقد فعلوها .
مخ ۱۶
قلت : نعم . قال : اما إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اما إنها ستكون قتة . قلت : ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال : كتاب الله عر وجل ، فيو نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما ينكم . هو الفصل ليس بالهزل . من ترك من جبار قصمه الله ، ومن ابغى الهدى (315) في غيره أضله الله . هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المبتقيم ، وهوالذى «للا تزيغ عنه الأهواء وولا تلبس فه الألسن ، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على رد، ولا تنقضى مجانه . هو الذي لم تنته الجن إذ بمعته أن قالوا : ( إنا سمعنا قترآ نا تجبا ، يهدى إلى الثرشد فأمنا بو]1 من قال به صدق، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه كمدى إلى صراط مستقيم ، ومن استعصم به عصم .
خذها يا أعور . فأخبر رسول الله صل الله عليه وآله أن في القرآن نبأ من مضى، ومن يأق، والحكم، والهدى، والفصل، والقضاء. وكذلك سماه الله تعالى حكاا وتيانا6، وهدى ، وشفاءء وأخبر رسول الله صل الله عليه وآله انه من اتبع الهدى فى غيره أضله الله . فكيف يزعم مؤلا الجاهلون أن شيئا تعبد الله به خلقه لم ينزله فى كتابه ، ولا بعث به رسوله . وإذا كان ذلك كذلك فكيف تعيد الله الخلق به ، ومن ذا الذي
مخ ۱۷
علمهم علم ذلك إذا لم يكن فى كتاب الله ولا جاء على لسان رسوله . وهو صلى الله عليه لم يعلم (165) إلا ما علمه الله ولم يتبع إلا ما أتاه من عنده . قال الله جل ذكره : (قل إنما اتبع ما يوحى إلى من تربي )2 وقال : ( وعلمك ما لم تكن تعثلم وكان فنيل الله علئك عظيما)6 وقالت الملائكة له عروجل : (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمنتنا إنك اشت العليم الخكيم)4 فادعى هؤلاء الجبال ، بزعمهم أنهم يستنبطون من الأحكام والحلال والحرام ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صل الله عليه وآله ، منزلة فوق منزلة الأنياء والملائكة، وصدفوا عن أمر الله ، وخالفوا كتابه ، وادعوا أنهم ينزلون من الأحكام مثل ما أنزله جراة على الله ، واستخفافا لدينه ، واستكبايرا على أولياءه ، واستنكافا من الرد إلى من أمرهم جل ذكره برد ما لا يعلمونه إليه ، وسؤال من أمر بؤاله من أمل الذكر من عباده .
فردوا إلى أنفسهم ما جهلوه وسألوها عما لم يعلموه ، ردا لقول الله عر وجل خلافا عليه.
(4) ذكر مذهب أهل الحق فيما لم يعلم وجه الحق فيه أثبت ما أعتمد عليه فى هذا الباب (4() واصح ما احتج به .
مخ ۱۸
لما قصدت إله في مذا الكتاب ، بعد كتاب الله وسنة نبيه محد صلى الله عليه ، ما عبده إلى الامام المعز لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين البداة التراشدين فى كتاب عهر كتبه لى في تأئيد أمرالقضاء . رأيت إثبات نسخته فى هذا الكتاب ، لما فيه من الحجة لما قصدت إليه فيه، ولكثرة فوائده، وجزالة معانيه، ولانه مما ولى نفسه تأليفه صلوات الله عليه. وما علمت انيه تقدم فى عهود القضاة قبله مثله . فرأيت مع ما فيه من الحجة لما يدخل فى هذا الباب ، إبقاء ذكره بخليده فى هذا الكتاب ، ولما لى فى ذلك من إبقاء الذكر وتخليد الشرف بما ذكرن ب فيه ولى الله صل الله عليه وسلم وحذه نسخة ما فيه : بم اله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من عبد الله ووليه معد أبي تميم المعز لدين الله أمير المؤمنين لنعمان بن محمد القاضى ، أن أمير المؤمنين للحل 2 الذي اصطفاه الله به من الخلاقة (31)) الستنى قدرها ، والامامة العلى خطرها ، وأن جعله سراجا منيرا في أرضه ، يهتدى به ويستضأ بنوره، وفبه عطما لخلقه ، وقانما بحقه ، وموطكا4 دعائم الاريمان ومؤكدا وثائق الإسلام ، ومهجا شرائع جده مجمدر رسول الله صلى الله عليه وآله ، رأى أن يرفع من قدر القضاء حسب ما رفعه الله
مخ ۱۹
عر وجل ، وأن يبين حال من نصبه له ، واستكفاه إياه ، بقدر استحقاقهم فى ورعهم ، وحسن سياستهم ونزاعهم ، ليزداد المحسن منهم لنفسه الموفق 1 لرشده ، الساعى فيما أحظاه عند ربه ولدى أمير المؤمنين إمامه إحسانا ، وفيما عاد بحسن الثناء وطيب الخبر اجتهاد1 . والله موفق أمير المؤمنين ومسدده ومعينه ومؤيده . وقد كان أمير المؤمنين للذى وقف عليه من ووعك، وديانتك، وأماتك، ونزاهتك ، وحيد طريقتك استكفاك القضاء بالمنصورية وأعمالها ، وأطلق لك النظر فيمن تظلم إليك من أهل المدن التى فيها القضاة والحكام وغيرها بجميع الكور ، وإنفاذ الحق على من وجب عليه ، (169) واعطاءه مستحتقه ؛ ثم رأى عند ما وقف عليه من صدق موالاتك ، وتوخيك الحق ف أحكامك ، وما كشقه عنك الامتحان ، ومخنك به الاختبار ، وحسنت منك فيه الآثار.
توكيد ذلك لك وادعامه وتشديده وتقويته والزيادة فيه بكتاب منشور لك بذلك ، لتقوى به آمال الطالبين عندك، وترهب به نفوس من ينفذ عليه أحكامك ، وينقطع معه إطماع من أراد إبطال حقر بالتكب عنك، والقصد إلى غيرك . وليكن "امرك جاريا ، وحكثك9 نافذ1 ، فى كل من تظلم إلك أو تظله منه عندك من كاقة أهل مدائن أمير المؤمنين ، وعامة كورة الدانية منه والشاسعة منه ، وأن لا يتطاول أحد من قضاة
مخ ۲۰
المهدية والقيروان إلى رفع أحد من أهل البوادى ، التى حولهما ، إلى أنفسهم ، إذ كان أمير المؤمنين إنما أطلق لكل قاض فيهما النظر فى المدينة التى هو قيها، وما أحاط به قطرها1 ، وليس له أن يتعدى إلى النظر فيما خرج عنها، وأطلق لغيرهم من القضاة النظر فى بوادى مدنهم ، وأن (145) لا يقيم أحد منهم حاكما ولا أمينا بجميع الكور التى لا قضاة فيها ، ولا ينظر بين أحد من أولياء أمير المؤمنين ، وطبقات عبيده ، ووسائر جنده المقيمين جضرته، وأن يكون النظر في جميع ذلك كله لك ؛ مطلقة فيه يدلك ، لا يازعك فيه أحد من القضاة والحكام . وإن تشاجر خصمان ، فدعا أحدهما صاحبه إلك، ودعا آخر إلى قاض أو حاكم غيرك ، كان على الداعى إلى سواك أن يرتفع مع خصمه إليك طائعا أو مكرما 4 فاعلم ذلك من رأى أمير المؤمنين وأمره، وامثله وقدم فيه أوامرك وزواجرك، واقرأ كتاب أمير المؤمنين هذا على المنبر ، ليذيع بين الناس واينشر فى حاضيرهم وباديهم ودانهم وقاصيهم . وامضى على ما قلدك أمير المؤمنين من ذلك ، جاريا على ما تقدم به توفيق الله لك وتسديده اياك من إنفاذ الحقوق وتقويتها ، وإقامة الحدود على أهلها ، وشدة الوطأة على الظلوم ، ونصرة الحق ، ومعونة المظلوم ، واعانة الليف ، وتقوية (295) الضعيف :
مخ ۲۱
مقتديكا1 في أحكامك واطيا . نق. حتك بكتاب الله عتر وجل الذى (لا ياتيه الباطل من بئين يدينه ولا من خلفه تشزيل منء حكيم.
حميدر]2 فإن الله عر وجل قد بين فيه حلاله وحرامه، وأوضح أحكامه، وأنار معالمه ؛ وما لم تجد فيه نصيه ولا في ستة جد أمير المؤمنين محمد رسول اله صل الله عله وآله رب العالمين حكه ، التمسه فى مذاهب الأنمة من ذريته الطاهرين ، البررة الراشدين ، آباء أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين ، الذين استحفظهم الله أسر دينه، وأودعهم خزائن عليه، ومكنون وحيه، وجعلهم هداة العباد، ونور البلاد.
ومصايح الشجى مت حثيرة العمى وغاهب الردى ، والطريقة المثلى والمقتدى بهم فى أمر الدين والدنيا . وما إلتبس عليك فأشكل ، واشتبه قأعنل ، انيته إلى أمير المؤمنين ليوقفك على وجه الحكم فيه ، فتمثله وتعمل غليه . فإنه بقية خلفاء الله عر وجل المهدييت ، وسلالة الأنمة الراشدين ، الذين أمر الله عز وجل اسمه ، بسؤالهم والاقتباس من علهم ، ورد (444) الأامر إليهم . فقال جل ذكره وتبارك اسمه : (ولئو ردوه إلى الترسول وإلى اولى الأمثر منهم لعلمه الذين يستنيطونه يمنهم 13 وقال عر اسمه : (فاسألوا اهل الذكر
مخ ۲۲
إن كنتم لا تعلمنون)1 وقال النبي الناطق والرسول الصادق محمد صلى الله عليه وآله : «إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترت أهل يتقى ، فلن تضلوا ما إن تمسكتم بهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فمن اهتدى بأولاء الله فى أرضه فقد اهتدى ، واستمسك بالعروة الوثقى وفاز بالحظ الأوف من خير الآخرة والأولى . وافتح للخصوم بابك ، رافعا عنهم حجابك ، باسطا لهم وجهك، مواصلا لهم جلوسك ، صبر نفسك على تنازعهم وتدافعهم فى الأمور ، عن غير تبرم في الخصام ولا ضجر في الأحكام ، مساويا بين الرفيع والوضيع فى حجابك وتفريك، وإبعادك، ولحظك، ولفظك، وإصعائك، واستفهامك، وإفهامك لبعمهم إنصافك، ويثملهم عدلك، ويأمن الضعيف من حيفك، ويلغ قصده من إنصافك، (465) ولا ينقطع حجته عندك، ويئس القوى من تفضيلك إياء ، فلا يطمع فى تناول ما لا يجب له . وتبت في قولك وفعلك، وتأن في أمرك ولا تعجل، وتمهل ولا تغفل، وراع حال نفك، وتصفح علك بما يعود عليك بأحكامه ويؤمن معه وقوع خل ف إبرامه . وليكن من نقضت الحكم بشهادتهم مشهورين بالأمانه والديانة، معروفين بالصدق والصيانة ، ومن تنتخبهم لك استعابة بهم في أمورك ، والقيام بمهماتك ، موسومين بالورع والعفة ، مذكورين بالعدالة
مخ ۲۳