============================================================
القاضى مجلس للفقه عشية الخميس يحضره الفقهاء وأصحاب الحديث فاذا فرغ وصلى المغرب انصرف الناس ولم يبق أحد إلا من تكون له حاجة فيجلس فلما كان ليلة رأينا إلى جنب القاضى شيخا عليه عمامة طويلة و له لحية حسنة لا نعرفه . قلما فرغ المجلس وصلى القاضى التفت، فقال: يتأخر أبو سعيد يعنى الفاريابي و أبو جعفر وانصرف الناس، ثم قام يركع فلما فرغ استند ونصبت بين يديه الشموع ، ثم قال خذوا فى شيء - فقال ذلك الشيخ : ايش روى آبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن آمه عن أبيه ؟
فلم يقل ابو سعيد القاريابى شيئا ، فقلت أنا : حدثنا بكار بن قتيبة ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن عبد الأعلى الشعلبى عن أبى عبيدة بن عبدالله عن أمه عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليغار للمؤمن قليفر.
ققال لى ذلك الشيخ : اتدرى ما تتكام به ؟
فقلت له: أيش الخبر؟
فقال لى: رأيتك العشية مع الفقهاء فى ميدانهم ، و رأيتك الساعة فى أصحاب الحديث فى ميدانهم وقل من يجمع ما بين الحالتين؟
فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه، قأعجب القاضى فى وصفه لى) ثم أخذنا فى المذاكرة كذا فى اللسان، قال الكوثرى فى الحاوى: وابو سعيد هذا هو محمد بن عقيل الفريايى يعد فى كبار فقهاء الشافعية من أصحاب المزنى ولم يكن يسعة غير السكوت أمام الطحاوى المتبحر فى العلوم وبهذا العلم الواسع تمكن من تأليف كتب لا نظير لنها بين مؤلفات أهل عصره ، و كان الحامل له على استجماع الروايات مالمس فى متهجه الجديد من الحاجة الماسة فى استعراض جميع ماورد فى كل موضوع فتهى من خبر صرفوع
مخ ۲۰