============================================================
الامر . والى هذا ذهب من الصحابة أبن عمر رضي الله عنه ، ومن التابعين سعيد بن المسيب ، وعطاء ، ومجاهد . (1) و ذهب مالك إلى أن هذه المتعة مندوب إليها ، وجعل من قوله سبحانه : حقا على المحسنين" قرينة تخرج الامر من الوجوب إلى الندب، فما كان من باب الالجمال والاحسان فليس بواجب : والذي نراه راجحا هو ما عليه الأكثر من الوجوب حملا للأمر على حقيقته، وان قوله على المحسنين هو عام في المتطوع والقائم بالواجبات ، اذ هو محسن : ويؤيد هذا ما انضم اليه من لفظ حقا ، والحق ينصرف إلى الواجب ابتداء . (2) ولقد رجح القرطبي في تفسيره - وهو من المالكية - قول الأكثر (3) 62- الحط من نجوم الكتابة : المكاتب هو الرقيق الذي يتفق مع سيده على أداء مال ، في مقابلة إعتاق ر قبته ، ويدفع هذا المال على دفعات ، كل واحدة منها تسمى نجما . ولقد أمر الل سبحانه في كتابه بمساعدة هؤلاء المكاتبين ، ليتمكنوا من تحرير أنفسهم فقا بهم ، قال تعالى : " والذين يبتغون الكتاب مما ملكتم أيمانكم فكاتبوهم إن (4) علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم .19.
لقد اختلف الفقهاء فيما يقتضيه الأمر في قوله تعالى : " وآتوهم من مال ال الذي آتاكم " فذهب الشافعية ، والحنابلة ، إلى آن المخاطب هنا هو السيد، أن الأمر للوجوب ، فيكون واجبا على السيد أن يمنح مكاتبه شيئا من المال اعانة له على العتق، وقدره الحنابلة بالربع(ه) . وروى هذا عن علي رضي الله عنه ، و قال ابن عباس في تفسيرها : ضعوا عنهم من مكاتبتهم شيئا. (5) (1) انظر الطبري : (126/5 فما بعدها) (2) انظر فتح القدير : (441/2) (3) انظر ذلك عند تفسيره لهنه الآية (4) سورة النور : (32) (5) انظر مغني المحتاج شرح الخطيب : (521/4) والمغني لابن قدامة : (479/10 فما بعدما 314
مخ ۳۱۴