236

اختلاف آثار

ژانرونه

============================================================

على أن المراد هو الجملة الأخيرة أو الأولى ، فان كان هناك قرينة وجب العمل بقتضاها وصرف الكلام إلى ما توجبه: مثل السرخسي (1) لما يعود الاستثناء فيه الى الجمبع بقوله تعالى : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أن ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " (2) فان الاستثناء هنا راجع الى الجميع اتفاقا .

و مثاله أيضا قوله تعالى : " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس الي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا "(3) فإنه استثناء من الجميع ، لأن التوبة تقبل من الجميع اتفاقا .

مثال ما قام الدليل على رجوعه الى الأخيرة قوله تعالى : " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله الا أن يصدقوا" (4) فان الاستثناء راجم ال الأخيرة ، لأن تحرير الرقبة هو حق الله فلا يسقط باسقاطهم : و مثال ما قام الدليل على رجوعه الى الأولى فقطقوله تعالى : " فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مي ومن لم يطعمه فانه مني الامن أغترف غرفة بيده" (5) فالاستثناء هنا راجع الى الجملة الأولى لأن المعنى فمن شرب منه فليس مني الا من اغترف غرفة بيده فانه مني . ولو كان الاستثناء اجعا الى الجملة الأخيرة لكان المعنى ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده . وهذا هو عكس المعنى المراد.

(1) انظر أصول السرخسي : (44/2) (2) المائدة : (34/33) (3) الفرقان 68 -70 (4) النساء 92 (5) البقرة 249

مخ ۲۳۶