في أربعة أيام ، وأصبح في اليوم الخامس على ( ثنية العقاب ) شرقي ( دمشق ) فنصب عليها راية رسول الله صلى الله عليه وسلم السوداء المسماة بالعقاب فمن ثم سميت هذه الثنية ثنية العقاب ، ثم نزل فأغار على سرح النصارى وكان يوم عيد لهم ، فسبى وأخذ اموالا كثيرة ، ثم سار إلى الأمراء على بصرى ، فحالما وصل إليها ( فتحها صلحا ) وأخذ الجيوش وجاء إلى دمشق وحاصرها فكان موقفه ومقامه عند الباب الشرقي منها ، ووقف أبو عبيدة عند باب الجابية الكبير الغربي ، ويزيد بن أبي سفيان عند باب الجابية الصغير ، وإليه باب كيسان أيضا ( ففتح خالد) رضي الله عنه البلد من الباب الشرقي قهرا ، فذهبت النصارى إلى أبي عبيدة واخذوا منه الأمان خديعة منهم ومكرا ، فجعلت الصحابة البلد نصفين نصفا صلحا ونصفا عنوة ، ( ثم فتحوا ) بقية الشام : حمص ، وحماة ، وحلب ، وقنسرين ، والعواصم ، وإنطاكية ، واطرابلس ، وجميع السواحل .
وجاء( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه في ( سنة سبع عشرة ) ففتح بيت المقدس ، وفتح ( عمرو بن العاص ) رضي الله عنه جميع بلاد ( مصر في سنة عشرين من الهجرة ) وولي ( معاوية ) رضي الله عنه أمرة( الشام ) بكماله ، بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان المذكور في الدولة العمرية ( وفتح ) معاوية رضي الله عنه جزيرة ( قبرس سنة سبع وعشرين ) من الهجرة في الدولة العثمانية (¬1) وغنم منها أموالا جزيلة وسبايا كثيرة فقسمها بين المسلمين على الوجه الشرعي واستمرت الجزيرة المذكورة مقهورة بعز الإسلام نحوا من ( ثلاثمائة سنة ) يحملون الجزية والخراج إلى المسلمين ، ويؤخذ من تجارتهم العشر .
( وبعث معاوية ) رضي الله عنه ابنه ( يزيد ) في جيش كثيف ( سنة اثنتين وخمسين (¬2) من الهجرة ) فحاصروا مدينة القسطنطينية حصارا عظيما ، وقتلوا خلقا كثيرا من النصارى فكانوا أول جيش طرقها من المسلمين .
( وفتح المسلمون ) في أيام الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق وفي أيام أخيه سليمان (¬3) جميع جزيرة الأندلس ، والجزيرة الخضراء غربيها (¬4) وجميع بلاد المغرب إلى سواحل المحيط الغربي (¬5) .
مخ ۱۵