فإنه سمع على الفقيه الأفضل العلامة الأعمل بهاء المجالس، وعماد المدارس، ذو القريحة المتقادة الفطنة الوقادة، إنسان عين أعيان زمانه الغابر بالقدح المعلى على أصرائه وأقرانه جمال الدين خلاصة الأخوان الأمجدين أهل البر والتقوى والدين محمد بن يحيى بن محمد بن بهران البصري التميمي بعض مسموعاتي في العلوم اليقينية التي هي أساس الأصول الدينية، وعليها مداراة تحقيق القواعد الكلية في الأدلة البرهانية كالرسالة الشمسية وشرحها لقطب الدين الرازي في العلوم المنطقية وغير ذلك من العلوم الأدبية، سمع ذلك علي وقرأه قراءة بحث وتحقيق وتيقن وتدقيق، ولم يستغن بالقشر عن الألباب، ولا اكتفى بلوامع السراب عن الكروع في حياض الشراب، حتى أفاد اكثر مما استفاد، ونيف على معلمه كما ينفال أو كاد، وبعد ذلك حاول اغتنام الفرصة وارتقت به الهمة إلى الإزدياد، وبلوغ أقصى المراد، في سماع ما سبق له به إلمام، وأهل الزمن فيها عاليا .......... الأقلام، وكانت تحت إجابته بولا معارضة الزمان، وتواتر الأوحال والأشجان، فطلب الإجازة عوضا عن ذلك المرام الذي عافت عنه عوائق الأيام، فأجبته معتصما بحبل التوفيق من واهب الفضل ومنقض التحقيق، فأجزت له أن يروي عني ما ذكر أولا، وكذلك كتاب الكشاف تصنيف شيخ العرب والعجم بلا خلاف جار الله العلامة، شامة علماء الأمصار، والعلامة رحمه الله وحزاه خيرا، وكذلك الشرح على التلخيص المعروف بالمطول في علم المعاني للشيخ العلامة سعد الله التفتازاني، وكذلك كتاب العضد شرح مختصر منتهى السؤل.
مخ ۶۱