بسم الله الرحمن الرحيم (وله الحمد والمجد) الحديث (أو السنة) ثاني الدليلين - بعد القرآن الكريم - من الأدلة التي تستند عليها الشريعة الاسلامية وتستوحي منها الأسس التشريعية وما أوجب الله تعالى من الاحكام على العباد بتبليغ من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ان من الطبيعي أن يهتم المسلمون المعاصرون للعهد النبوي بما يأمر النبي وينهى وما يفعله في حياته العامة والخاصة، لأنهم اعتقدوا أنه لا ينطق عن الهوى بل هو منبعث من الوحي الإلهي، كما أن لهم فيه أسوة حسنة يدعوهم إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة.
ان المسلمين الصحابة لم يزالوا يلهجون بما قاله الرسول صلى الله عليه وآله أو فعله، فينقلون ما سمعوه وشاهدوه إلى من لم يكن حاضرا معهم، ويصدرون على ضوء الأقوال والافعال فتاواهم وآراءهم، ويأمرون غيرهم باتباعها لأنها - كما يعتقدون - هي شريعة الله تعالى ودينه الذي أمر نبيه بتبليغه، وكانت قضاء فصل عند اختلافهم في أمر من أمور دينهم ودنياهم.
وانتقلت هذه السنة من الخلف إلى السلف محفوفة بالاهتمام الكبير، وقد وضع
مخ ۳
لحفظها من تلاعب الأيدي ومخاريق الكذابة وأصحاب الدجل والنفاق - فيما بعد عصر الرسول - أسس خاصة تميز الحق من الباطل والصدق من الكذب وتدل على ما يمكن الاخذ به أورده مما أثر من هذه السنة الطاهرة أو ما ألصق بها.
ونحن - معاشر الشيعة الإمامية - نرى أن أقوال الأئمة المعصومين عليهم السلام وأفعالهم كالمأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حد سواء، وذلك لان النبي بنفسه أوصى باتباع القرآن والعترة في كثير من الأحاديث المروية في أمهات مؤلفات المسلمين عامة مصرحا بأنهما لا يتفرقان حتى يردا عليه الحوض، وحث الأمة على اقتفاء أثر أهل بيته في مناسبات تتجاوز العشرات قد تناقلها المسلمون منذ العصر الأول إلى يوم الناس هذا. بالإضافة إلى أن أهل البيت أدرى بما في البيت، وقد أخذوا علومهم عن علي عليه السلام الذي لم يزل مع النبي منذ مولده إلى أن توفى الله تعالى نبيه لم يفارقه في حال من الأحوال، بل زق الرسول علمه لعلي زقا وصرح فيه بأنه باب مدينة علمه ولابد أن يؤتى من هذا الباب، وهذا يعني أنه لم يعرف الهدى من الضلال الا من هذا الطريق.
نعم اننا نعتقد أن أحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام هي أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله، لم تختلف عنها في شئ، ان أسندوها إليه أو لم يسندوها. فإننا عندما نروي عن الصادق عليه السلام حديثا انما نرويه عن النبي وان لم يصرح بذلك الإمام الصادق عند التحدث به، لأننا مأمورون بذلك في أحاديث القرآن والعترة ولأنه أثر عنهم أن ما يتحدثون به فهو مروى عن آبائهم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لقد اهتم أصحاب الأئمة عليهم السلام برواية الحديث وتدوينه في كتب ومدونات
مخ ۴
كبيرة وصغيرة حفظا لها من النسيان والضياع، ثم صحت عزيمة علمائنا الاجلاء بجمعها في مجاميع تنسقها في موضوعاتها وتصونها عن التشتت، فظهرت فيما بعد عصر الأئمة مؤلفات حديثية هامة كان من أجلها الكتب المعروفة الأربعة (الكافي) و (من لا يحضره الفقيه) و (الاستبصار) و (التهذيب)، ثم تتابعت الجهود في الرواية والتدوين بالأصول المقررة عند علماء الحديث.
ومن علمائنا البارزين في هذا الميدان - بالإضافة إلى أثره البين في مجالات علمية أخرى - شيخ أرباب الحديث في القرون المتأخرة العلامة الثبت الثقة شيخنا المولى محمد باقر المجلسي الأصبهاني، فإنه - تغمده الله برحمته ورضوانه - عمل من جهتين لحفظ التراث الحديثي واحياء ما كاد أن يندثر منه، وهما:
1 - جمع الأحاديث الموزعة في المؤلفات الحديثية الكبيرة والصغيرة بتنسيق وتبويب موسع في موسوعته الكبرى (بحار الأنوار)، بالإضافة إلى جملة من الآيات المناسبة التي بدأ بها أبواب الموسوعة، وفسر الآيات وشرح الأحاديث بما يلزم من التفسير والشرح لتبيين المقاصد والمداليل.
وبعمله هذا لم شتات أحاديث أهل البيت من مختلف المصادر القديمة وصانها عن الاندراس والتلف بسبب الغفلة عن تلك المصادر، لان أكثرها غير مشهورة أو غير موفرة. ومن جهة أخرى يسر مهمة الباحثين الموسوعيين الذين يرومون التوسع في الرجوع إلى الروايات الواردة في الأبواب العقائدية والأخلاقية وغيرها من بقية الموضوعات الدينية.
2 - أما الطريقة الثانية التي عمل فيها المجلسي لحفظ التراث، فهي تربية مجموعة كبيرة من التلاميذ وتدريبهم على علوم الحديث بقراءتها وكتابة مصادرها ومقابلة نسخها وتصحيحها حسب مواضعات المحدثين لهذا الغرض. فيذكر بعض
مخ ۵
المؤرخين أنه كان يحضر في مجلس درسه ألف طالب يتدارسون فيه كتب الحديث ويتدربون على تعليم علومه.
ومن هنا نرى بين المخطوطات وفرة نسخ كتب الحديث - وخاصة الكتب الأربعة وكتاب بحار الأنوار - التي عليها تصحيحات وبلاغات بخط المجلسي وفي أواسطها وأواخرها بلاغات وانهاءات وإجازات هي وثائق قراءة أولئك التلامذة هذه الكتب عنده.
ان المرء ليعجب بالبركة التي رزق الله تعالى هذا الرجل في عمره، وكثرة ما حفظت من هاتيك النسخ الحديثية بجهوده العلمية في الأقراء والتصحيح والمقابلة.
مع العلم أن هذا النشاط التربوي - حسب تواريخ الإجازات الموجودة - كان منذ نحو سنة 1070، وكانت هذه الفترة من عمر المجلسي فترة زعامته الروحية ومرجعيته الكبرى وشيخوخة الاسلام التي تعني إدارة الحوزات العلمية والاشراف على العلماء في جميع أقطار إيران.
رأينا - ونحن على أعتاب ذكرى مرور ثلاثمائة عام على وفاة العلامة المجلسي - أن نشترك في تكريمه وتعظيمه، وفاءا لبعض حقه على الأمة بما قدم من جهود عظيمة في احياء تراث أهل البيت عليهم السلام.
فصح العزم على جمع ما بقي من الإجازات التي كتبها في مختلف الكتب لتلامذته والدارسين لديه، ذلك لان جمعها تظهر جانبا جديدا من جوانب عظمة المجلسي أغفله المؤرخون له، ولعل اغفالهم جاءت نتيجة لتشتت هذه الإجازات في المكتبات العامة والخاصة وصعوبة الوصول إليها وتصويرها ونسخها ثم جمعها في مجموعة خاصة.
مخ ۶
اننا بدأنا بجمع هذه الأشتات ولا زالت ترافق أعمالنا تشجيعات سماحة سيدنا آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي - دام ظله الوارف - الذي لم يزل يسأل كلما حضرنا لديه عن الجديد الذي وجدنا من الإجازات والعدد التي بلغت وأين كان المصدر لما وجد جديدا.
ان تشجيعه المستمر كان دافعا لنا في الفحص الجاد، حتى زرنا بعض المدن لهذا الغرض وطلبنا من جملة من المكتبات الكبيرة تصوير ما لديها من الإجازات، فتجمع من مجموع صلاتنا بالأشخاص والمكتبات هذه المجموعة التي يحدها القارئ العزيز ماثلة بين يديه. مع أننا نعلم أن هناك إجازات أخرى لم يرض أصحابها اطلاعنا عليها أو منعتنا الموانع من نسخها أو تصويرها.
جمعت هذه المجموعة من الإجازات والانهاءات والبلاغات التي كتبها العلامة المجلسي بخطه في كتب الحديث المقروءة عليه أو مما نقلت في بعض المصادر صورتها ولم نعثر على أصلها بخطه.
رتبت حسب الترتيب الحروفي لأسماء المجازين مع إضافة تراجم قصيرة لهم بأن يذكر المترجم باسمه ويترجم بما تيسر مع العناية بما قرأه لدى المجلسي، ثم تثبت الإجازة أو الإجازات التي كتبها له تباعا، مع رقم خاص للمجازين الذين بلغوا (84) شخصا ورقم مسلسل للإجازات التي بلغت (115) إجازة.
ثم جمعت صور الصحائف التي كتب المجلسي اجازته بخطه فيها لتكون وثائق تاريخية لما كتب بخطه ويجدها القارئ مجموعة في مكان واحد.
ثم فهارس عامة كان الغرض من صنعها إفادة المراجعين في دراسة شيوخ الإجازة ونوعية اهتمام المجلسي بكتبه ومؤلفاته التي ذكرها في أثناء الإجازات.
مخ ۷
هذا، وأرى من الفرض علي أن أقدم شكري المتواصل للمرجع الديني الورع سماحة آية الله العظمى السيد شهاب النجفي المرعشي دام ظله العالي الذي توالت تشجيعاته الأبوية علي، كما وأشكر ولده الأخ العلامة السيد محمود المرعشي الذي وفر الامكانات لطبع الكتاب في سلسلة مطبوعات مكتبتهم العامة.
وأود أن أضيف تقديري وشكري للسادة العلماء والإخوان الأساتذة أصحاب المكتبات العامة والخاصة الذين أمدوني بصور عن الصحائف التي هي بخط العلامة المجلسي من مخطوطات مكتبتهم، فان هذا كان عونا علميا لي لابد من الإشادة به والشكر له.
والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على محمد النبي وآله السادة الغر الميامين.
قم المشرفة - أول جمادى الأولى 1410 ه السيد احمد الحسيني
مخ ۸
(1) مولانا ابن علي ابن علي قرأ على العلامة المجلسي جملة من كتب الحديث، ومنها " الصحيفة السجادية " فأجازه في أولها في أواسط شهر شوال سنة 1072.
(الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسي 2 / 7)
مخ ۹
[1] بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على عباده الذين اصطفى.
أما بعد:
فقد قرأ علي المولى الفاضل التقي الألمعي الأخ في الله المحبوب لوجه الله مولانا ابن علي وفقه الله تعالى لمراضيه، سماعا في أدعية الصحيفة السجادية مع ما ألحق بها، صلوات الله على من ألهمها، في مجالس آخرها أواسط شهر الله المكرم من شهور سنة [اثنتين] وسبعين وألف.
وأجزت له زيد توفيقه أن يرويها عني مع سائر ما سمعه منى بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمة صلوات الله عليهم.
وكتب بيمناه الداثرة أفقر عباد الله محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما بالنبي وآله المطهرين، حامدا مصليا مسلما.
(توجد على " الصحيفة السجادية " في مكتبة الحسينية التسترية بالنجف الأشرف - رقم 24، عن فهرس المكتبة المخطوط للشيخ أسد الله اسماعيليان)
مخ ۱۰
(2) مولانا أبو البقاء أبو البقاء قرأ على العلامة المجلسي شطرا وافيا من العلوم الدينية، ومما قرأ عليه كتاب " تهذيب الأحكام " فكتب له إجازة في كتاب الحج منه في شهر ربيع الأول سنة 1074.
(زندگينامه علامه مجلسي 2 / 7)
مخ ۱۱
[2] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده [الذين اصطفى] أما بعد:
فان الأخ في الله المحبوب لوجه الله المبتغي لمرضاته مولانا أبو البقاء وفقه الله تعالى، لما طال تردده إلي ومذاكرته لدي وأخذ مني شطرا وافيا من العلوم الدينية، استجازني فيما أخذ عني من أخبار أعلام الدين وخلفاء الله في الأرضين وأهل بيت سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين.
فأجزت له بعد الاستخارة أن يرويها عني، لا سيما الكتب الأربعة لأبي جعفرين المحمدين الثلاثة رضي الله عنهم وشكر الله مساعيهم، بأسانيدي العديدة المتصلة إلى مؤلفيها، آخذا عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى وسلوك سبيل أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام، وعدم الميل إلى طريق أهل الضلالة والعدي وان مال إليها أهل الهوى التاركين الآخرة للدنيا، وأن لا ينساني في خلواته وأن يستغفر لي في حياتي وبعد موتي.
وكتب المذنب العاثر الخاسر ابن الغريق في بحار رحمة الله محمد تقي
مخ ۱۲
قدس الله روحه محمد باقر عفى الله عن جرائمهما بمحمد وآله الطاهرين، في شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين بعد الألف، حامدا مصليا مسلما.
(آخر كتاب الحج من " تهذيب الأحكام " في مكتبة المجلس النيابي بطهران - رقم 47)
مخ ۱۳
(3) الأمير أبو طالب الطباطبائي أبو طالب بن أبي المعالي الحسنى الحسيني الطباطبائي الأصبهاني قرأ على العلامة المجلسي كثيرا من العلوم العقلية والنقلية، ومما قرأ عليه كتاب " من لا يحضره الفقيه " فأجازه في آخره، وكتاب " الكافي " فكتب له انهاءا في آخر كتاب الزكاة منه.
ويبدو من إجازة المجلسي أن صاحب الترجمة تتلمذ أيضا على بعض تلامذته وأقاربه وقرأ عليهم جملة من كتب الحديث.
(الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسي 2 / 11)
مخ ۱۵
[3] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد الأيد الحميد الحسيب النجيب اللبيب الأديب الأريب الفاضل المدقق الذكي الرضى الأمير أبو طالب بن السيد المبرور الأمير أبو المعالي الحسني الحسيني وفقه الله تعالى للعروج على أعلى معارج الكمال من العلم والعمل وصانه عن الخطأ والخطل، سماعا مني وقرأ [ة] علي وممن انتمى إلي مع كثير من العلوم العقلية والنقلية.
فأجزت له كثر الله أمثاله أن يروي عني هذا الكتاب المستطاب وسائر كتب الاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، بأسانيدي المتصلة إلى مؤلفيها، وهي أكثر من أن أحصيها له:
فمنها ما أخبرني به عدة من الأفاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام نور الله ضرائحهم، منهم والدي العلامة طبيب الله تربته، عن شيخهم شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين قدس سره - إلى آخر أسانيده المسطورة في كتبه المعروفة، فليروها عني بتلك الطرق وغيرها مراعيا لشرائط الرواية طالبا أقصى مدارج الدراية داعيا لي ولمشايخي في مآن الإجابة.
مخ ۱۶
وكتبه بيده الوازرة الداثرة أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما، حامدا مصليا مسلما.
(آخر كتاب الزكاة من " الكافي " في مكتبة الحسينية التسترية بالنجف الأشرف - رقم 802)
مخ ۱۷
(4) الشيخ احمد البحراني أحمد بن محمد بن يوسف بن صالح الخطي المقابي البحراني خطي الأصل مقابي المنشأ والتحصيل .
تتلمذ في أكثر العلو على أبية الشيخ محمد المقابي والمير محمد مؤمن بن دوست محمد الاسترآبادي صاحب كتاب " الرجعة ".
وصف بأنه كان علامة فهامة زاهدا عابدا ورعا كريما تقيا فقيها محدثا، تصانيفه تشهد بعلو كعبه في المعقول والمنقول والفروع والأصول، مع بلاغة وفصاحة في التعبير والتحرير. وشعره في غاية الجودة والجزالة.
قال عنه الشيخ سليمان الماحوزي: كان أعجوبة زمانه ذكاءا وفضلا ونادرة عصره كمالا ونبلا، بلغ من الكمالات قاصيتها وملك من التحقيقات ناصيتها، حضرت درسه الفاخر فصادفته كالبحر الزاخر، تتلاطم أمواجه ويتدفق عذبه لا أجاجه..
وكان أعبد من رأيناه في عصرنا وأشرفهم في الأخلاق.
وقال الشيخ يوسف البحراني: وعندي أنه أفضل علماء بلادنا البحرين ممن عاصره وتأخر عنه بل وغيرهم، وقد ذكر بعض تلامذته في رسالة له أنه في سفره إلى أصبهان كان المولى الفاضل محمد باقر الخراساني صاحب " الكفاية " و " الذخيرة "
مخ ۱۹
يخلو معه في الأسبوع يومين للمذاكرة معه والاستفادة منه.
يروي عن جملة من المشايخ: منهم والده الشيخ محمد بن يوسف المقابي والمير محمد مؤمن الاسترآبادي والعلامة المجلسي وقد أجازه عند سفره إلى أصبهان وأدرجت الإجازة مبتورة في مجلد إجازات " البحار ".
ويروى عنه الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني، والمولى أبو الحسن الشريف العاملي الفتوني.
له " رياض الدلائل وحياض المسائل " و " الرموز الخفية في الدقائق المنطقية " و " المشكاة المضيئة " في المنطق و " وجوب صلاة الجمعة عينا " ورسالة في " استقلال الأب بولاية البكر البالغة الرشيدة " و " البداء " و " الحسن والقبح العقليان ".
توفي سنة 1102 (أو 1100) بطاعون العراق مع أخويه الشيخ يوسف والشيخ حسين في حياة أبيه ودفن في جوار الامامين الكاظمين عليهما السلام.
(علماء البحرين ص 77، جواهر البحرين ص 96، أمل الآمل 2 / 28 لؤلؤة البحرين ص 37، الفيض القدسي ص 91، أنوار البدرين ص 140، الكواكب المنتثرة - مخطوط، أعيان الشيعة 3 / 172 زندگينامه علامه مجلسي 2 / 12)
مخ ۲۰
[4] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي قيد الروايات بسلاسل الأسانيد، وعز من الإجازات كيلا تضل ولا تنسى، وخص أشارف بريته محمدا والطاهرين من خيرته من خزائن علمه بالحظ الأوفى والقدح المعلى ليعرج بهم إلى الغاية القصوى من أراد سلوك سبيل الهدى، فصلى الله عليه وعليهم صلاة لا تعد ولا تحصى.
أما بعد:
فيقول أفقر عباد الله وأحوجهم إلى العفو والغفران محمد بن محمد التقي المدعو بباقر رزقهما [الله] الوصول إلى أعلى درجات الجنان:
انه كان من غرائب الزمان وغلط الدهر الخوان، بل من فضل الله علي ونعمه البالغة لدي، اتفاق صحبة المولى الأولى الفاضل الكامل الورع البارع التقي الزكي جامع فنون الفضائل والكمالات حائز قصب السبق في مضامير السعادات ذي الأخلاق الرضية والأعراق الطيبة البهية علم التحقيق وطود التدقيق العالم التحرير والفائق في التقرير والتحرير كشاف دقائق المعاني الشيخ احمد البحراني، أدام الله أيامه وقرن بالسعود شهوره وأعوامه، فوجدته بحرا زاخرا في العلم لا يساحل، وألفيته حبرا ماهرا في الفضل لا يناضل.
مخ ۲۱
ثم استجازني، فاستخرت الله سبحانه وأجزت له - كثر الله في العلماء مثله - أن يروي عني كل ما صحت لي روايته وجازت لي اجازته مما صنف في الاسلام من مؤلفات الخاص والعام في فنون العلوم وأفنانها من التفسير والحديث والدعاء والكلام والأصولين والفقه والتجويد والمنطق والصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان، بحق روايتي عن مشايخي الكرام وأسلافي الفخام رضوان الله عليهم.
ولما كانت طرقي إلى مؤلفيها أكثر من أن أحصيها له ههنا فأثبت له شطرا منها وقد أوردت جلها بل كلها في آخر مجلدات كتابي الكبير:
فمن ذلك ما أخبرني به عدة من الأفاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام ممن قرأت عليهم أو سمعت منهم أو استجزت عنهم، منهم والدي العلامة - قدس الله أرواحهم - بحق روايتهم، عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي، عن والده الفقيه النبيه عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي نور الله ضريحيهما، عن أفقه الفقهاء المتأخرين زين الملة والدين بن علي ابن احمد الشامي الشهير بالشهيد الثاني رفع الله درجته - إلى آخر اجازته المعروفة للشيخ المتقدم.
(ح) ومنها ما أخبرني به العدة المتقدم ذكرهم - طيب الله تربتهم - بحق روايتهم قراءة وسماعا وإجازة عن شيخهم العالم العابد المدقق الزاهد الزكي مولانا عبد الله بن الحسين التستري سقى الله تربته صوب الرضوان، عن شيخه الجليل النبيل نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي، عن أبيه احمد، عن جده محمد رضوان الله عليهم، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن أفضل العلماء المتبحرين الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي رفع الله لهم في درجات الجنان
مخ ۲۲
- إلى آخر ما هو مذكور في اجازته المشهورة وسائر إجازات من تأخر عنه من الأفاضل الكرام.
(ح) ومنها ما أخبرني به إجازة في صغري الشيخ الجليل عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدي رحمة الله عليهما، عن جد والدي من قبل أمه الفاضل العالم المحدث مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي روح الله روحه، وهو أول من نشر حديث الشيعة بعهد دولة الصفوية بأصبهان، عن شيخه المحقق المدقق الأفخم الأعظم مروج مذهب الإمامية الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي طهر الله رمسه وشكر سعيه، عن الشيخ الأجل نور الدين علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ الأعلم الأزهد الرضي جمال الدين أحمد بن فهد الحلي نور الله مراقدهم، عن الشيخين الجليلين الشيخ علي بن الخازن الحائري والشيخ علي بن عبد الحميد النيلي قدس الله لطيفهما، عن الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي رضي الله عنه.
(ح) ومنها ما أخبرني به السيد الجليل الشريف الحسيب النسيب الفاضل البهي الأمير شرف الدين علي بن حجة الله الحسني الحسيني الشولستاني النجفي رحمه الله إجازة في المشهد المقدس الغروي صلوات الله على مشرفه، عن السيد المعظم المكرم الأمير فيض الله بن الأمير عبد القاهر الحسيني التفريشي طاب ثراه، عن شيخه الاجل الأدق الفهامة الشيخ محمد، عن والده المحقق العلامة الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني، عن والده الأعظم قدس الله أسرارهم.
(ح) وعن السيد شرف الدين، عن السيد الاجل أبى الحسن علي العاملي، عن الشهيد الثاني طيب الله أرماسهم.
(ح) وعن السيد شرف الدين، عن قدوة العلماء المتبحرين السيد السند ميزرا
مخ ۲۳
محمد بن الأمير علي الاسترآبادي مؤلف كتاب " منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال " رحمة الله عليهم، عن الشيخ السعيد الفاضل إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي، عن والده العلامة نور الله ضريحيهما، عن الشيخ شمس الدين محمد ابن المؤذن الجزيني، عن الشيخ الأكرم ضياء الدين علي، عن والده السعيد الشهيد محمد بن مكي حشرهم الله مع الأئمة الطاهرين.
(ح) ومنها ما أخبرني به جم غفير من العلماء الكرام، منهم السيد السعيد الشهيد الأمير محمد مؤمن الاسترآبادي وقدوة المحدثين السيد محمد الشهير بسيد ميرزا ابن السيد شرف الدين علي الموسوي حشرهما الله مع آبائهم الطاهرين، عن السيد الأفضل الأمجد نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن العاملي الحسيني الموسوي المجاور لبيت الله حيا وميتا عطر الله تربته، عن شيخيه العالمين العاملين الكاملين جمال الدين أبى منصور الحسن ابن الشهيد الثاني والسيد شمس الدين محمد بن علي الحسيني الشهير بابن أبي الحسن رفع الله مقامهما، بحق روايتهما عن السيد علي بن أبي الحسن والشيخ الحسين بن عبد الصمد الحارثي والسيد العابد نور الدين علي بن السيد فخر الدين الهاشمي، بحق رواية الجميع عن العالم الرباني الشهيد الثاني أفاض الله عليهم شآبيب الرحمة والرضوان.
(ح) ومنها ما أخبرني به السيد الشهيد الأمير محمد مؤمن الاسترآبادي، عن السيد الشهيد زين العابدين بن نور الدين علي القاشاني والشيخ إبراهيم بن عبد الله الخطيب المازندراني رحمهما الله تعالى، عن شيخيهما المحدث العالم المولى محمد امين بن محمد شريف الاسترآبادي نور الله تربته، عن السيد العالم ميرزا محمد الاسترآبادي والسيد البارع شمس الدين محمد العاملي صاحب " مدارك الأحكام " رضي الله عنهم - إلى آخر أسانيدهما.
مخ ۲۴