فإن الفقيه الأجل العالم العامل الخطيب البليغ، الفاضل المتفنن سليل العلماء، وأوحد الفضلاء، أبا سعيد -ولد القاضي العدل الفقيه العالم العلم أبي محمد عبد الله بن أبي سعيد السلاوي شرح الله صدره لأنواره، ووالى عليه ورود معارفه وأسراره- سألني أن أجيزه، وأجيز ولده الذي ظهرت عليه أمارات السعادة، وتحققت لديه لوائح الإفادة، النجيب أبا عبد الله محمد، وصل الله بطلب العلم كلفه، وجعله خلفا صالحا يتبع سلفه، ما رويته من الكتب جميعا، مجازا كان أو مسموعا، وأن أذكر أسانيدي فيها موصولة إلى مؤلفيها، ليهتدي عنه رواية ما يريد، إلى وجه إيصال سنده، وأن أثبت له ذلك بخطي ليكون مستندا بيده.
فأجبته إلى ذلك رجاء ثواب الله الجزيل، وعونا له على قصده الجميل، لما أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن محمد الثقفي القاياتي الشافعي بمصر قراءة عليه، وأنا أسمع بمصر، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الهادي، أخبرنا أحمد بن عبد الدائم، أخبرنا محمد بن علي بن صدقة الحراني، أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي الفقيه، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو أحمد الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن سفيان، أخبرنا مسلم بن الحجاج، حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء الهمداني، واللفظ ليحيى، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران حدثنا: أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
مخ ۲۴