والمصوغ للأمر نحو: دَحْرِجْ، وهما أصلان بنص سيبويه ١؛ لأنَّهما لو كانا فرعين لما وُجِدَ فِعْلُ مفعول ليس له فِعْلُ فاعل
ك " نُفِست المرأة ٢، ونُخِيَ الرجل ٣، وسُقِطَ ٤ في يده ".
_________
(١) يفهم ذلك من قوله في كتابه ١/١٢: " فأمَّا بناء ما مضى فَذَهب وَسَمِعَ ومَكُثَ وحُمِدَ ومَكُث. ومخبرًا يَقْتُل ويَذْهَب ويَضْرِب ويُقْتَل ويُضرَب ". فإنَّه مثل للمبني للمعلوم بأمثلة خاصة وفعل ذلك بالمبني للمجهول. وكذلك مثل لفعل الأمر بأمثلة خاصة فقال: " أمَّا بناء ما لم يقع فإنَّه قولك آمرًا: اذْهَبْ واقْتُلْ واضْرِبْ ". ومسألة أصالة هذين الفعلين محل خلاف بين النحاة، فصيغة المبني للمجهول ينسب القول بأصالتها إلى سيبويه بناء على النصوص السابقة، وتنسب أيضًا للمازني بناءً على قوله:" والأفعال نحو: ضَرَبَ، وعَلِمَ، وضُرِبَ وظَرُف ". المنصف ١/١٧.
وينسب هذا القول أيضًا للمبرد وابن الطراوة والكوفيين. وذهب جمهور البصريين إلى أنَّ صيغة المبني للمفعول مغيرة من فعل الفاعل وليست بأصل، وينسب هذا القول أيضًا لسيبويه، ويستأنس له بأنَّه لم يذكرها ضمن أوزان الفعل عندما تحدث عن تلك الأوزان. ينظر: الكتاب ٤/٣٨. وينظر هذا الخلاف في شرح الكافية الشافية ٤/٢٠١، وابن يعيش ٧/٧٠ -٧١، ١٥٢، وشرح الملوكي ص ٣١، والارتشاف ٢/١٩٥، والمزهر ٢/٣٧، والتصريح ٢/٣٥٧، والأشموني ٤/٢٤٢، وكذلك اختلفوا في فعل الأمر، فذهب البصريون إلى أنَّه أصل بنفسه اشتق من المصدر ابتداءً، كاشتقاق الماضي والمضارع منه، وذهب الكوفيون إلى أنَّه فرع عن المضارع وهو عندهم معرب. ينظر في هذه المسألة: الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٥٢٤، المسألة رقم٧٢، وأسرار العربية ص ٣١٧، وشرح الكافية الشافية ٤/٢٠١٤.
(٢) في الصحاح (نفس): " وقد نَفِسَت المرأة بالكسر، نِفَاسًا ونَفَاسةً، ويقال أيضًا: نُفِسَت المرأةُ غلامًا على ما لم يسم فاعله ". وفي إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل لابن علان الصديقي ص ٦٩: " نفست المرأة بالفاء والسين المهملة كسَمِعَ وعُنِي، ولدت أو حاضت، والفتح فيه أكثر ... ". وفي القاموس: نفس به كفرح، ضنَّ به وعليه بخير حسد ... انتهى، فيكون فيه لغتان كعُنِي وفرح. قلت: قال ابن طريف: نفست الشيءعليك حسدتك عليه ولم أرك أهلًا له ".
(٣) نُخِيَ الرجل وانتخى علينا أي افتخر وتعظَّم. ينظر اللسان (نخا)، وإتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل ص ٦٩.
(٤) في إتحاف الفاضل ص ٤٢: " وسقط في يده كعُنى، وأُسْقِطَ في يده مجهول بالقاف والطاء المهملة، زل وأخطأ وندم وتحيَّر. قلت: قال ابن طريف وابن القوطية: سُقِطَ في يد الرجل ندم لا يُتكلَّم به إلاَّ على بناء ما لم يسم فاعله ".
1 / 79