99

إني مقسم ما ملكت فجاعل

جزءا لآخرتي، ودنيا تنفع

قالوا: أنشده ابن الأعرابي بتنوين دنيا، ولا تراه يمس الوزن شيء أن تنون وألا تنون.

بل أجازوا ذلك في النثر، وفي أعلى الكلام درجة لنوع من المناسبة والمشاكلة، كما قرأ نافع والكسائي: «إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا» (الإنسان: 4).

وقرءا: «وأكواب كانت قواريرا، قواريرا من فضة قدروها تقديرا» (الانسان: 15-16).

وقرأ بعض القراء: «ولا يغوثا ويعوقا ونسرا» (نوح: 71).

ثم رووا أن صرف ما لا ينصرف في الكلام لغير حاجة لغة، قال أبو سعيد الأخفش: «إن

7

من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف إلا أفعل من، وكأنها لغة الشعراء اضطروا إليها في الشعر، فجرى بها لسانهم في الكلام.» ومثل هذا روي عن الكسائي أيضا.

وقد رأيت كيف يجاهد النحاة لتصح قاعدتهم في الصرف، وهي تتهدم - ولقد عرفوا ضعف أحكامهم في هذا الباب وتخلفها عن سائر أحكام الإعراب - قال الإمام الرضي: «إن حكم الإعراب لا يتخلف عن علته، ولا يوجد العامل ويبقى العمل إلا لسبب، أما حكم الصرف فإنه يتخلف عن العلة.» ثم قال: «ومنع الصرف سبب ضعيف؛ إذ هو مشابهة غير ظاهرة بين الاسم والفعل.»

ناپیژندل شوی مخ