276

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

ژانرونه

وأخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن عليا علي كرم الله وجهه في الجنة خرج من عند النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام في وجعه الذي توفى فيه فقال الناس يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أصبح بحمد الله بارئا فأخذ بيده العباس رضي الله عنه فقال: أنت والله بعد ثلاثة عبد العصى، وإني لأرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستوفي من وجعه هذا الحديث، فقول العباس: عبد العصى [142] أي مقهور مقسور محوم عليك كما اعترف به بعض الأشاعرة في شرح هذا الحديق، وفي هذه الرواية أمران:

أحدهما: دلالتها على أن الأمر يومئذ ليس إلا عن قهر وتغلب كما يقوله بعض الزيدية، وليس ببعيد أن يغلب علي على رأيه وقد غلب على رأية من هو خير سنة وأقوى سلطان، وأثبت عند الصحابة مكانا وهو سيد الأولين والآخرين عليه وعلى آله الصلاة والسلام وذلك يوم النزاع له في كتابة ذلك الكتاب الذي لايختلفون بعده فغلب على رأيه، حتى قال: اخرجوا عني، وتركهم في عميا، فدل هذا على أن خشية التنازع توقع الاختلاف المخوف قد يقتضي أن المرء الكامل يغلب على رأية ويدع ما يفضي إلى الأمر الذي يخشاه، وقد قال عمر أنها كانت بيعة أبي بكر فلتة كما مر، فهذا مما ينبه على أن لما ذكره هذا البعض من الزيدية وجها في الجملة.

مخ ۳۰۷