ومحصل الكلام أنالمؤلف قدس الله روحه أردا الاستدلال الشرعي بالكتاب والسنة والاجماع على امتناع خلق الوقت عن إمام لا على وجوب نصبه، كما لا يخفى على ناظر متدبر بانصاف لا بهوى وانحراف، فغن الهوى إما أنبسط حجابه على العقل منعه من إدراك الحقائق، فحينئذ يبطل حكمه ويسوء تدبيره، وهكذا حال هذا المعترض فإنه غلب عليه من الهوى ما حال بين عقله وبين وجوه الحقائق، ومع ذلك ما خلا غضب كما هي عادة المتعصب والغضب أيضا حجاب، كيف يمنع نظر العقل عن مشاهدة الصور العقلية،ولذا قيل من اطاع الغضب اصاع الأدب، وقال الشاعر:

ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم

عدوا لعقل المرء أعدى من الغضب

مخ ۲۷۲