313

فقال له أبو جعفر عليه السلام غضب الله تعالى عقابه يا عمرو ومن ظن أن الله يغيره شيء فقد هلك.

وعن أبي حمزة الثمالي قال : أتى الحسن البصري أبا جعفر عليه السلام فقال :

جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله.

فقال أبو جعفر ألست فقيه أهل البصرة؟ قال قد يقال ذلك.

فقال له أبو جعفر عليه السلام هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟ قال لا.

قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟ قال نعم.

فقال أبو جعفر سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك؟ قال ما هو؟

قال زعموا أنك تقول إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم قال فسكت الحسن.

فقال أرأيت من قال الله له في كتابه إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول منه؟ فقال الحسن لا.

فقال أبو جعفر عليه السلام إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطابا ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت.

فقال له ما هو؟

قال أرأيت حيث يقول : ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت هي مكة فقال أبو جعفر عليه السلام فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم؟ قال بلى.

قال فمتى يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها وذلك قول الله عز وجل فمن أقر بفضلنا حيث بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله تعالى ( وقدرنا فيها السير ) فالسير مثل للعلم سير به ليالي وأياما مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام آمنين فيها إذا أخذوا منه آمنين من الشك والضلال والنقلة من الحرام إلى الحلال لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم إياه عنهم بالمعرفة لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى ونحن تلك الذرية المصطفاة لا أنت ولا أشباهك يا حسن فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلا ما علمته منك وظهر لي عنك وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله عز وجل لم يفوض الأمر إلى خلقه وهنا منه

مخ ۳۲۷