الاحتجاج
الاحتجاج
قال فرأى هشام أنه قد ظفر به فقال الله أكبر اذهب إليه فقل له ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ!
فقال له أبو جعفر هم في النار أشغل ولم يشغلوا عن أن قالوا : ( أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) فسكت هشام لا يرجع كلاما.
وروي أن نافع بن الأزرق جاء إلى محمد بن علي بن الحسين فجلس بين يديه يسأله عن مسائل في الحلال والحرام فقال له أبو جعفر في عرض كلامه قل لهذه المارقة بما استحللتم فراق أمير المؤمنين عليه السلام وقد سفكتم دماءكم بين يديه وفي طاعته والقربة إلى الله تعالى بنصرته؟ فسيقولون لك إنه حكم في دين الله فقل لهم :
قد حكم الله تعالى في شريعة نبيه رجلين من خلقه قال جل اسمه ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) وحكم رسول الله صلى الله عليه وآله سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم بما أمضاه الله أوما علمتم أن أمير المؤمنين إنما أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن ولا يتعدياه واشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال؟ وقال حين قالوا له حكمت على نفسك من حكم عليك.
فقال ما حكمت مخلوقا إنما حكمت كتاب الله فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن واشترط رد ما خالفه ولو لا ارتكابهم في بدعتهم البهتان.
فقال نافع بن الأزرق هذا والله ما طرق بسمعي قط ولا خطر مني ببال هو الحق إن شاء الله تعالى
وعن أبي الجارود قال قال أبو جعفر عليه السلام يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين عليهما السلام ؟ قلت ينكرون عليهما أنهما ابنا رسول الله.
قال فبأي شيء احتججتم عليهم؟
قال قلت بقول الله في عيسى عليه السلام : ( ومن ذريته داود إلى قوله : كل من الصالحين ) فجعل عيسى من ذرية إبراهيم واحتججنا عليهم بقوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ).
ثم قال فأي شيء قالوا؟
قال قلت قالوا قد يكون ولد البنت من الولد ولا يكون من الصلب.
قال فقال أبو جعفر والله يا أبا الجارود لأعطينكم من كتاب الله آية يسمي لصلب رسول الله صلى الله عليه وآله لا يردها إلا كافر :
قال قلت جعلت فداك وأين؟
مخ ۳۲۴